118

The Criterion in Demonstrating the Miraculous Nature of the Quran

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

وغصبوها غصبًا لتجاري هذه العلوم وتُماشيها، وخطر هؤلاء عظيم إذْ أنهم يرومون الجمع بين الحق والباطل، والنور والظلمة، مع أن الأضداد ما تزال ولن تزال متضادّة مُتنافرة لا سيما وأن الذي بين الحق والباطل زيادة على المضادة والمنافرة المباغضة لكن رام الجمع من لم يُحَكِّم براهين السمع.
لقد تقدم ذكر بعض آيات خُلِطَتْ مع بضائع مُزْجاة فاسدة لِتُرَوِّجها ويأتي غيرها:
والناس أكثرهم فأهل ظَوَاهرٍ ... تبدو لهم ليسوا بأهل معاني
فهُمُ القشور وبالقشور قَوَامهم ... واللّب حَظُّ خلاصة الإنسان
ونرجع الآن إلى الانفصال المزعوم، بما أن السديم يدور فكل ما انفصل عنه يدور والأرض كذلك، وهنا أعيد قولي المتقدم وهو: وإياك أن تسأل لعلمي أن هذا الكلام مرفوض عند الصنف الثاني الذين تقدم ذكرهم إذْ أنهم يقولون: بل اسأل يا أخي عن هذه العلوم والكشوفات تأتيك الإجابات آيات من القرآن وأحاديث عن الرسول، محفوفة قبلها أو بعدها بعبارة: (من علّم النبي الأمي منذ ١٤٠٠ سنة بأن كذا وكذا).
تقدم أن السلف من المفسرين وغيرهم تكلموا في الكون على مقتضى كلام مُكَوِّنِه وكلام نبيه ﷺ، أما هؤلاء فلا يؤمنون بالأنبياء ولا

1 / 119