The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran

Munir Sultan d. Unknown
81

The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran

الفصل والوصل في القرآن الكريم

ناشر

منشأة المعارف بالإسكندرية

ایڈیشن نمبر

الثانية

اصناف

كأنه قيل: الذي صبح فغنم فآب، وإما على ترتبها في التفاوت من بعض الوجوه، كقولك: خذ الأفضل فالأكمل، واعمل الأحسن فالأجمل، وإما على ترتب موصوفاتها في ذلك كقولك: رحم الله المحلقين والمقصرين، فإن قلت: فعلى أي هذه القوانين هي فيما أنت بصدده؟ قلت: إن وحدت الموصوف كانت للدلالة على ترتب الصفات في التفاضل، وإن ثلثته فهي للدلالة على ترتب الموصوفات فيه، بيان ذلك أنك إذا أجريت هذه الأوصاف على الملائكة وجعلتهم جامعين لها فعطفها بالفاء يفيد ترتبا لها في الفضل، إما أن يكون الفضل للصف ثم للزجر ثم للتلاوة. وإما على العكس١. "ب" الوصل بـ "ثم" يفيد: ١- التراخي في الحال: في قوله تعالى: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ ٢، "ثم" ليس معناها التراخي في الوقت ولكن في الحال، كما تقول: هي محكمة أحسن الإحكام ثم مفصلة أحسن التفصيل، وفلان كريم الأصل ثم كريم الفعل٣، وكذلك في قوله تعالى: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ ٤، وقوله تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ ٥، وقوله تعالى: ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى، ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾ ٦.

١ الكشاف ٣/ ٣٣٤. ٢ هود: ١. ٣ الكشاف ٢/ ٢٥٨. ٤ الحج ٣٣، الكشاف ٣/ ١٤. ٥ الزمر: ٦، الكشاف ٣/ ١٨٨. ٦ الأعلى: ٤، الكشاف ٤/ ٢٤٤.

1 / 112