The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran
الفصل والوصل في القرآن الكريم
ناشر
منشأة المعارف بالإسكندرية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اصناف
ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة ... أخوالنا وهم بنو الأعمام١
كأنه حين قال: خبطن بيوت يشكر، قيل: ما هم؟ فقال: أخوالنا وهم بنو الأعمام، وقد يكون: مررت بعبد الله أخوك، كأنه قيل له من هو؟ أو من عبد الله؟ فقال "أخوك" ...، وتقول: ومررت برجل الأسد شدة، كأنك قلت: مررت برجل كامل، لأنك أردت أن ترفع شأنه، وإن شئت استأنفت، كأنه قيل له: ما هو؟ ٢.
ومثله ما ذكره الفراء في قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ ٣ فإسقاط الفاء من ﴿قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ﴾ وهو كثير في القرآن بغير الفاء، وذلك لأنه جواب يستغني أوله عن آخره بالوقفة عليه فيقال: ماذا قال لك؟ فيقول القائل: قال كذا كذا. فكأن حسن السكوت يجوز معه طرح الفاء وأنت تراه في رءوس الآيات لأنها فصول، حسنًا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ، قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا ...﴾ ٤ وقوله تعالى حكاية عن فرعون: ﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ، قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ ٥ وغير ذلك فيما لا أحصيه٦.
ويرى الجاحظ: أن آية ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ﴾ ٧ جواب لقول القائل: خبرني عن أهل الجنة بأي شيء يتشاغلون؟ ٨.
_________
١ "بعض أبيات القصيدة في الأصمعيات ١٥٦، والعقد ٥/ ٢٢٠ وليس منها، وانظر سمط اللآلئ ٣٤١ - خبطن: يعني الخيل وفرسانها، والخبط: الضرب الشديد والمراد بالبيوت القبائل والأحياء، وإنما ذكر العمومة لأنه من تغلب بن وائل، ويشكر من بكر بن وائل" هامش الكتاب ٢/ ١٦.
٢ الكتاب ٢/ ١٤-١٦.
٣ البقرة: ٦٧.
٤ الذاريات: ٣١، ٣٢.
٥ الشعراء: ٢٤، ٢٥.
٦ الفراء، معاني القرآن ١/ ٤٤.
٧ يس: ٥٥.
٨ الجاحظ، الحيوان ٤/ ٢٧٦.
1 / 42