وفي يوم الجمعة سابع شوال وصل البريد إلى دمشق وأخبر بوصول القاضي نجم الدِّين وتقي الدِّين إلى القاهرة يوم الخميس ثاني عشري رمضان.
وفي يوم الجمعة ثالث عِشْريّه (^١) عُقِد له مجلس في دار نائب السلطنة بقلعة القاهر، حَضَره القضاة والعلماء والفقهاء والأمراء والأمير ركن الدِّين الجاشنكير عقيب صلاة الجمعة.
فتكلَّم القاضي شمس الدِّين ابن عدلان (^٢) الشافعي وادعى دعوة شرعيَّة على تقي الدِّين ابن تيمية.
فحمد الله تعالى، وأراد أن يتكلم في ذلك، وأن يُدْخِل أمرَ العقيدة في عقيب وعظه.
فقيل له: قد ادّعي عليك بدعوى شرعية أجب عنها.
فأراد أن يعيد التحمُّدات، وأن يذكر الأدلة والحجج، فما مُكِّن، وقيل له: أجب، فتوقف، فأُلِحَّ عليه، وكُرِّر عليه القول مرارًا عديدة.
فقال لهم: عند من هي الدعوى؟
قيل له: عند قاضي القضاة زين الدِّين المالكي.
(^١) (ط): «عشرين».
(^٢) (ط): «عدنان» تحريف. وهو القاضي محمد بن أحمد بن عثمان الكناني المصري، كان مقربًا من الجاشنكير، انظر «أعيان العصر»: (٤/ ٢٩٧ - ٢٩٩)، و«الدرر الكامنة»: (٣/ ٣٣٣ - ٣٣٤).