88

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

ناشر

المطبعة المصرية ومكتبتها

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

اصناف

﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ﴾ انهزموا ﴿يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ الجيشان: جمع المسلمين، وجمع الكافرين؛ بأحد ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ﴾ أوقعهم في الزلة ﴿بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ﴾ عملوا من الذنوب.
﴿وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ﴾ سافروا فيها، وتعرضوا للمتاعب والأخطار ﴿أَوْ كَانُواْ غُزًّى﴾ جمع غاز ﴿لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا﴾ في ديارهم ﴿مَا مَاتُواْ﴾ في أسفارهم ﴿وَمَا قُتِلُواْ﴾ في غزواتهم. ونسوا أنهم لو كانوا في بيوتهم وكتب عليهم الموت؛ لسعى إليهم، أو سعوا إليه، وأن قضاء الله تعالى لا يدفع، وأمره لا يرد ﴿لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ﴾ القول الذي يقولونه، والتفكير الذي يفكرونه ﴿حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ تحز في نفوسهم ﴿وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ فلا يمنع من الموت قعود، ولا يكون القعود سببًا في الخلود
﴿لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ﴾ لذنوبكم ﴿وَرَحْمَةً﴾ منه لكم ﴿خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ من المال الفاني
﴿وَلَئِنْ مُّتُّمْ﴾ في فراشكم، أو أسفاركم ﴿أَوْ قُتِلْتُمْ﴾ في حربكم وجهادكم ﴿لإِلَى الله تُحْشَرُونَ﴾ فيجزيكم خير ما عملتم
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ﴾ أي فبرحمة عظيمة كائنة من الله تعالى لهم؛ عاملتهم بهذا الرفق والتلطف ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا﴾ جافيًا ﴿غَلِيظَ الْقَلْبِ﴾ قاسيه ﴿لاَنْفَضُّواْ﴾ تفرقوا ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ ما تقدم من ذنوبهم ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ تكريمًا لهم، وتطييبًا لنفوسهم: يا لله؛ عفو ومغفرة، ورفعة تبلغ حد المشاورة يأمر المولى ﷿ رسوله ﵊ بمشاورتهم في الأمر - وهو خير الأنام، وهاديهم ومرشدهم - وكل الناس مهما ارتقوا وعلوا فمن مدده يغترفون، ومن فيضه يستقون ولكن الله تعالى أراد بهذه الآية أن يعلمنا التدبر في الأمور، والتشاور فيها؛ وما المبادىء الديمقراطية، والنظم الدستورية، والمجالس النيابية؛ إلا نتيجة تعاليم هذا الكتاب الكريم؛ فله تعالى الحمد على ما منَّ به وأنعم ⦗٨٣⦘ ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ﴾ أي إذا استقر رأيك على إمضاء أمر من الأمور، وطابت نفسك له، وشاورت إخوانك وأحباءك، واستخرت إلهك ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ اعتمد على معونته ونصرته؛ فإنه لا شك معينك وناصرك

1 / 82