The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
ناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
ایڈیشن نمبر
السادسة
اشاعت کا سال
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
اصناف
﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ أي يخيل إليكم بوسوسته أن الإنفاق يذهب بمالكم، ويفضي إلى سوء حالكم؛ ولكن الله تعالى ﴿يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ﴾ لذنوبكم ﴿وَفَضْلًا﴾ يختصكم به في الدنيا ﴿وَاللَّهُ وَاسِعٌ﴾ موسع عليكم جزاء إنفاقكم؛ ألا ترون إلى قوله جل شأنه: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ﴾ وقوله عز وعلا: ﴿وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ وقد وعد تعالى مغفرة ذنوبكم: جزاء حسناتكم ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ ﴿عَلِيمٌ﴾ بالمنفقين فيكافئهم، وبالممسكين فيعاقبهم
﴿يُؤّتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ﴾
والحكمة: العلم النافع، الموصل لخيري الدنيا والآخرة ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ومن الحكمة: أن يعلم الإنسان أن الله تعالى صادق الوعد، وأن ما يبذله في سبيله سيؤتيه مكانه أضعافًا مضاعفة في الدنيا، وثوابًا عظيمًا ومغفرة ورضوانًا في الآخرة ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ﴾ يتذكر ﴿إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ ذووا العقول
﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ﴾ الأغنياء؛ الذين ظلموا الفقراء بحبس حقوقهم عنهم، ومنع إيصال الصدقات إليهم؛ فهؤلاء ما لهم ﴿مِنْ أَنْصَارٍ﴾ ينصرونهم من الله تعالى، ويمنعون عنهم عذابه يوم القيامة. أو المراد: أنهم ليس لهم أنصار في الدنيا؛ لكراهة الناس لهم، وبغضهم إياهم (انظر الآيات ١٤١ من سورة الأنعام، و٦ و٧ من سورة فصلت)
﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ﴾ وتوزعوها أمام الناس عيانًا ﴿فَنِعِمَّا هِيَ﴾ فنعم شيئًا هي؛ لأن إبداءها يحفز الهمم على التقليد لكم، والاقتداء بكم ﴿وَإِن تُخْفُوهَا﴾ عن الناس، وتتستروا عند إعطائها ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ لأن فيه جبر خواطر الفقراء، وعدم إذلالهم والأفضل أن يبدي الزكاة المفروضة للاقتداء، ويخفي الصدقة حتى لا تعلم شماله ما فعلت يمينه ﴿وَيُكَفِّرُ﴾ يمحو
﴿لَّيْسَ عَلَيْكَ﴾ يا محمد ﴿هُدَاهُمْ﴾ أي لا تذهب نفسك عليهم حسرات؛ فلست ملزمًا بهدايتهم؛ إنما عليك الإنذار والبلاغ المبين ﴿مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ ﴿وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ﴾ أي فثوابه وأجره عائد عليكم ﴿وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾ جزاؤه في الدنيا بالستر، وفي الآخرة بالأجر
1 / 55