111

The Clearest Exegesis

أوضح التفاسير

ناشر

المطبعة المصرية ومكتبتها

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م

اصناف

﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ في سبيل إعلاء كلمته، ونصرة دينه ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾ الطغيان، أو هو كل رأس في الضلال. ﴿فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ﴾ أنصاره ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ لأن كيده معلوم لأرباب القلوب، ويمكن لكل ذي لب أن يتحاشاه
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ يا محمد ﴿إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ﴾ عن القتال؛ قبل فرض الجهاد فرض ﴿عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ﴾ أي يخشون لقاء الأعداء في الحرب؛ لجبنهم ﴿كَخَشْيَةِ اللَّهِ﴾ وعذابه ﴿أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ منالله؛ وأمثال هؤلاء لا نقول بنفاقهم أو ضعف إيمانهم؛ بل هو الكفر بعينه (انظر آية ١٨ من سورة التوبة) ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى﴾ متاع الدنيا قليل زائل، ومتاع الآخرة كثير دائم؛ والكثير إذا كان مشرفًا على الزوال: فهو قليل؛ فكيف بالقليل الزائل؟ ﴿وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ هو مثل للقلة؛ وهو ما يفتله الإنسان بأصبعيه؛ ولقلته وحقارته
﴿وَإِن تُصِبْهُمْ﴾ أي اليهود، أو المنافقين ﴿حَسَنَةٍ﴾ خصب وسعة، وسلامة وأمن ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ جدب وفقر، ومرض وخوف ﴿يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ﴾ أي بشؤمك علينا ﴿قُلْ كُلٌّ﴾ من الخصب والرخاء، والجدب والبلاء ⦗١٠٦⦘ ﴿مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾ يمتحن بها من يشاء؛ ليعلم علم ظهور: أيشكرون على السراء أم يفجرون؟ ويصبرون على الضراء أم يكفرون؟

1 / 105