للدّعاء إلى الصلاة، والإخبار بدخول وقتها، بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم، فهو كألفاظ التسبيح الأخير، الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخّرة، عوضًا عن الأذان الأوّل (٢) .
وهذا ما أيّده العلّامة الطحاوي، وقال فيه: «وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى» (٣) .
ومما سبق: يتبيّن أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة، مخالفة للسنة، وتزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الأول بالكليّة، ويصرّون على التثويب في الثّاني، فما أحراهم بقوله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر﴾ (٤)
... وبقوله سبحانه: ﴿لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ (٥)
[٨/٢٣] ومن الجدير بالذّكر في هذا المقام: أن من السنن المهجورة في زماننا: أن يكون مؤذّن الأذان الأوّل، غير مؤذّن الأذان الثاني، كما ثبتت في ذلك الأحاديث الصحيحة، فهنيئًا لمن
وفّقه الله ﵎ لإحيائها (١) .
وستأتي - إن شاء الله تعالى - جملةٌ من أخطاء المؤذّنين بين يدي خطيب يوم الجمعة، في «جماع أخطاء المصلّين في صلاة الجمعة» .
وأخيرًا. . . لا يفوتنا أن نشير إلى أخطاء غير المؤذنين عند سماعهم الأذان، فمن ذلك:
[٩/٢٣] * مسح العينين أثناء الأذان بالإبهامين.