320

The Chapters and Titles of Sahih al-Bukhari

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

ایڈیٹر

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

ناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

(لا يبلغ العبد حقيقة التقوى) وفي الأثر إشارة إلى أن بعض المؤمنين بلغ كُنْهَ الإيمان، وبعضهم لم يبلغه، فثبتت الزيادة والنقصان، كذا في "القسطلاني" (^١).
قال الشيخ في "اللامع" (^٢): "حقيقة التقوى"، فلزم أن يكون للتقوى - وهو الإيمان - مراتب بعضها أولى بتسميتها "تقوى" من بعض، أي: وقد علم أن أدنى درجات التقوى الاتقاء عن الشرك، وهو الإيمان نفسه، فكان أعلى درجاته أعلى درجاته، انتهى.
وفي هامشه: في بعض الروايات بدل "التقوى" لفظ "الإيمان".
(وقال مجاهد: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ. . .﴾) إلخ، أشار إلى آية في سورة الشورى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ الآية [الشورى: ١٣].
قال صاحب "الجمل" (^٣): ﴿لَكُمْ﴾ خطاب لأمة محمد ﷺ، وقوله: ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ فيه التفات من الغيبة إلى التكلم بنون العظمة لكمال الاعتناء بالإيحاء إليه، انتهى.
وقال الشيخ في "اللامع" (^٤): تفسير مجاهد يقتضي اتحادهما مع ما علم من اختلاف بين الشرائع والأحكام، فعلم أن الدين واحد غير أن فيه زيادة ونقصانًا، ويدل عليه الرواية "مثلي مثل من بنى دارًا" (^٥)، فإن فيه تصريحًا بأنه ﷺ كمَّل من الأديان ما كان ناقصًا، إلى آخر ما بسط فيه.

(^١) "إرشاد الساري" (١/ ١٥٠).
(^٢) "لامع الدراري" (١/ ٥٤٢).
(^٣) "الجمل" (٤/ ٥٥، ٥٦).
(^٤) "لامع الدراري" (١/ ٥٤٢).
(^٥) أخرجه البخاري في "صحيحه" (ح: ٣٥٣٤) من حديث جابر مرفوعًا بلفظ: "مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة. . ." إلخ، ومن حديث أبي هريرة بنحوه (ح: ٣٥٣٥)، وفيه: "إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلَّا وضعت هذه اللبنة"، قال: "فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".

2 / 330