The Care of Islam for Raising Children as Highlighted in Surah Luqman
عناية الإسلام بتربية الأبناء كما بينتها سورة لقمان
اصناف
بل يلاطفها لقوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: ١٩]، وقوله سبحانه: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: ٢٢٨].
- قال ابنُ كثير -رحمه الله تعالى: «﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: ١٩] أي: طَيِّبُوا أقوالكم لهنَّ، وحَسِّنُوا أفعالكم وهَيْئَاتِكُم بحسب قُدرتكم، كما تحبُّ ذلك منها، فافعل أنت مثله» (^١).
* وفي السُّنَّة: عن أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي ﷺ: «استوصوا بالنساء» (^٢)، وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم» (^٣).
ففي هذا الحديث يُبَيِّن النبيُّ ﷺ أنَّ مَن كَمُل إيمانه هو من حَسُن خُلُقُه مع جميع الناس، ثم بيَّن أن خير الناس من كان خيرُه لزوجته خاصَّة، وذلك بأن يُعَامِلَها بالحسنى، ويصبر على أخلاقها، ويكُفَّ الأذى عنها، قال الحسنُ البصري ﵀: «حقيقة حُسن الخلق: بذْلُ المعروف، وكفُّ الأذى، وطلاقة الوجه»، وقد كان النبيُّ ﷺ خيرَ الناس؛ ولهذا كان ﷺ أحسنَ الناس معاشرةً لأزواجه، فإنه قد صحَّ عنه ﷺ أنه قال: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم
(^١) تفسير ابن كثير (٢/ ٢٤٢).
(^٢) البخاري (٣١٥٣)، ومسلم (١٤٦٨)، وينظر: موقع الإسلام سؤال وجواب- للشيخ محمد صالح المنجد (د-ت) بتصرف.
(^٣) صحيح: أخرَجه الترمذيُّ في سننه: كتاب: الرضاع، باب حق المرأة على زوْجها، (رقم: ١١٦٢)، وقال: «حسن صحيح»، وصحَّحه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة (برقم: ٢٨٤).
1 / 159