250

The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

اصناف

(٣) اعترافه بنعمته ومعرفته بها وقبولها.
(٤) ثناؤه عليه بها.
(٥) أن لا يستعملها فيما يكره.
ومن عدم واحدة منها: اختل من قواعد الشكر قاعدة.
أما معرفتها: فهو إحضارها في الذهن ومشاهدتها وتمييزها.
وقبولها: هو تلقيها من المنعم بإظهار الفقر والفاقة إليها، وأن وصولها إليه بغير استحقاق منه، قال الجنيد: "الشكر أن لا ترى نفسك أهلًا للنعمة".
وهذا معنى قول حمدون -وما ألطفه-: "شكر النعمة أن ترى نفسك فيها طفيليا".
* والثناء بها على المنعم: وصفه بالجود والكرم والبر والإحسان وسعة العطاء.
* والتحدث بنعمته: ذكر النعمة والإخبار بها، والدعوة إلى الله وتبليغ رسالته وتعليم الأمة قال تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) [الضحى: ١١] .
قال ﷺ: "التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير" (١) .
ومن الرزية أن شكري صامت ... عما فعلت وأن برّك ناطقُ
وأرى الصنيعة منك ثم أسرّها ... إني إذًا لدى الكريم لسارقُ
نعم يا أخي: الشكر: عكوف القلوب على محبة المنعم، والجوارح على
طاعته، وجريان اللسان بذكره، والثناء عليه.
والشكر: قيد النعم الموجودة، وصيد النعم المفقودة.
قال عمر بن عبد العزيز: قيّدوا نعم الله بشكر الله.

(١) حسن: رواه البيهقي في "شعب الإيمان" عن النعمان بن بشير، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٣٠١٤)، و"السلسلة الصحيحة" رقم (٦٦٧) .

1 / 261