The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
ناشر
دار ابن القيم بالإسكندرية
اصناف
وَالْمُنَافَسَةُ أُخْتُ الْعَدَاوَةِ.
إِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَبَادِرْ هَوَاكَ، لاَ يَغْلِبْكَ. وَإِذَا هَمَمْتَ بِشَرٍّ فَسَوِّفْ هَوَاكَ لَعَلَّكَ تَظْفَرُ. فَإِنَّ مَا مَضَى مِنَ الْأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ عَلَى ذَلِكَ هُوَ الْغُنْمُ.
لاَ يَمْنَعَنَّكَ صِغَرُ شَأْنِ امْرِئٍ مِنَ اجْتِنَاءِ مَا رَأَيْتَ مِنْ رَأْيِهِ صَوَابًا، وَالاصْطِفَاءِ لِمَا رَأَيْتَ مِنْ أَخْلاَقِهِ كَرِيمًا؛ فَإِنَّ اللُّؤْلُؤَةَ الْفَائِقَةَ لاَ تُهَانُ لِهَوَانِ غَائِصِهَا الَّذِي اسْتَخْرَجَهَا.
مِنْ أَبْوَابِ التَّرَفُّقِ (١) وَالتَّوْفِيقِ فِي التَّعْلِيمِ (٢) أَنْ يَكُونَ وَجْهُ الرَّجُلِ الَّذِي يَتَوَجَّهُ فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ فِيمَا يُوَافِقُ طَاعَةً، وَيَكُونَ لَهُ عِنْدَهُ مَحْمَلٌ وَقَبُولٌ. فَلاَ يَذْهَبُ عَنَاؤُهُ فِي غَيْرِ غَنَاءٍ (٣)، وَلاَ تَفْنَى أَيَّامُهُ فِي غَيْرِ دَرَْكٍ (٤)، وَلاَ يَسْتَفْرِغُ نَصِيبَهُ فِيمَا لاَ يَنْجَعُ فِيهِ (٥)، وَلاَ يَكُونُ كَرَجُلٍ أَرَادَ أَنْ يُعَمِّرَ أَرْضًا تَهَِمَةً (٦). فَغَرَسَهَا جَوْزًا وَلَوْزًا، وَأَرْضًا
_________
(١) في "ك": [التَّوَفُّقِ].
(٢) في "ك": [التَّعَلُّمِ].
(٣) الْغَنَاء - بالفتح والمد: النَّفْع.
(٤) الدَّرَك - بالتحريك: اسمٌ مِنَ الإِدْرَاكِ مثل اللَّحَق. والدَّرْكُ: اللَّحَاقُ والوصولُ إلى الشيء. يقال: أدركته إِدْراكًا ودركًا.
(٥) يقال: نَجَعَ فيه الخِطَابُ والوَعْظُ والدَّوَاءُ أي: دَخَلَ فيه وَأَثَّرَ.
(٦) ضبطها العلامة أحمد زكي باشا بفتح الهاء "تَهَمَةً" مراعاة للتنظير في المعنى، وهي الأرض المنصوبة إلى البحر، وقال مستدركًا في آخر الكتاب: «وقد يصح كسر الهاء باعتبار الأرض الحارة» ا. هـ. واللوز يزرع في المناطق الباردة.
1 / 46