193

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

ناشر

دار ابن الجوزي

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

محرم ١٤٢٤هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

وعن أبي واقد الليثي; قال: " خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى حنين،........

قوله: ﴿وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ﴾ ١ كذلك أيضا يتبعون ما تهوى الأنفس، وهذا أضر شيء على الإنسان أن يتبع ما يهوى; فالإنسان الذي يعبد الله بالهوى; فإنه لا يعبد الله حقا، إنما يعبد عقله وهواه، قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ ٢، لكن الذي يعبد الله بالهدى لا بالهوى؛ هو الذي على الحق.
قوله: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ ٣ أي: على يد النبي ﷺ فكان الأجدر بهم أن يتبعوا الهدى دون الهوى.
مناسبة الآية للترجمة
أنهم يعتقدون أن هذه الأصنام تنفعهم وتضرهم، ولهذا يأتون إليها; يدعونها، ويذبحون لها، ويتقربون إليها، وقد يبتلي الله المرء فيحصل له ما يريد من اندفاع ضر أو جلب نفع بهذا الشرك; ابتلاء من الله وامتحانا، وهذا قد تقدم لنا له نظائر أن الله يبتلي المرء بتيسير أسباب المعصية له حتى يعلم سبحانه من يخافه بالغيب.
قوله: " خرجنا مع النبي ﷺ ": أي: بعد غزوة الفتح; لأن النبي ﷺ لما فتح مكة تجمعت له ثقيف وهوازن، بجمع عظيم كثير جدا. فقصدهم ﷺ ومعه اثنا عشر ألفا: ألفان من أهل مكة، وعشرة آلاف جاء بهم من المدينة، فلما توجهوا بهذه الكثرة العظيمة; قالوا: لن نغلب اليوم من قلة. فأعجبوا بكثرتهم، ولكن بين الله أن النصر من عند الله وليس بالكثرة، قال تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ

١ سورة النجم آية: ٢٣.
٢ سورة آية: ٢٣.
٣ سورة النجم آية: ٢٣.

1 / 200