159

The Authentic Prophetic Biography: An Attempt to Apply the Rules of Hadith Scholars in Critiquing the Narrations of the Prophetic Biography

السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

ناشر

مكتبة العلوم والحكم

ایڈیشن نمبر

السادسة

اشاعت کا سال

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

پبلشر کا مقام

المدينة المنورة

اصناف

لقد ورد في القرآن الكريم أن مشركي قريش اتهموا رسول الله ﷺ بأخذ العلم من مصادر أعجمية، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ (١). وقد بيَّن الصحابي عبد الله بن مسلم الحضرمي أنه كان لهم صبيَّان عبدان يصقلان السيوف، يقرآن التوراة، هما يَسار وخير، فمر بهما رسول الله ﷺ وهما يقرآن كتابًا لهما، فقال المشركون إنما يتعلم منهما فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢). وكانا يقرآن التوراة بلسانهما، وأصلهما من أهل نجران (٣)، في حين تذهب رواية إلى أنهما من عين (٤) التمر. وتذهب روايات أخرى ضعيفة أيضًا إلى أن اسم القين الأعجمي بلعام (٥). أو يعيش (٦). إن الرواية الصحيحة تثبيت أن الرسول ﷺ مر به مرة واحدة، وتفيد أنهما صبيان، وكانا يقرآن التوراة بلسانهما أي بغير العربية والغالب أنها العبرانية كما هو معروف عن يهود الحجاز.

(١) النحل ١٠٣. (٢) بحشل: تاريخ واسط ٤٩ بإسناد صحيح، وسماع خالد الطحان من حصين قبل الاختلاط (الكواكب النيرات ١٤٠) وسماع حصين من عبد الله بن مسلم صحيح (الإصابة ٤/ ٤١٩). وقارن برواية الطبري: تفسير ١٤/ ١٧٩ وفيها (وكان رسول الله ربما جلس إليهما) وفيه "جبر" بدل "خير". وقارن برواية ابن أبي حاتم (السيوطي: لباب النقول ١٣٤). وبرواية الحاكم (المستدرك ٢/ ٣٥٧) بإسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن الحسن الأسدي شيخ الحاكم. (٣) ابن حجر: الإصابة ٤/ ٤١٨ - ٤١٩ نقلًا عن البغوي وصحح سنده والواحدي: أسباب النزول ١٦١ - ١٦٢ (ط. دار الكتب العلمية). (٤) بحشل: تاريخ واسط ٩٩ وفي سنده محمد بن خالد الطحان ضعيف وأسباب النزول للواحدي ١٦١ - ١٦٢ من طريق ابن فضيل التي أخرجها البغوي وفيها أنهما من نجران. (٥) الطبري: تفسير ١٤/ ١٧٧ بإسناد ضعفه السيوطي (لباب النقول ١٣٤) فيه مسلم بن عبد الله الملائي وهو ضعيف (تقريب ٥٣٠) وقد رفعه إلى ابن عباس والمحفوظ أنه مرسل مجاهد كما في تفسير الطبري ١٤/ ١٧٩. (٦) الطبري: تفسير ١٤/ ١٧٨.

1 / 165