The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents
منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
اصناف
المطلب الثاني
طريقته في الاستدلال
المتأمل لكلام الشيخ ﵀ وفتاويه يتضح له أنه كان متبعًا لمنهج السلف في الاستدلال تحقيقًا، وتطبيقًا، ومما يؤيد ذلك عدة أمور:
١ - أنه اقتصر في الاستدلال على الأحكام- ومنها أمور الاعتقاد -، على ما اقتصر عليه السلف الصالح الكتاب والسنة وفهم السلف من الصحابة ﵃ والتابعين وتابعيهم وسائر الأئمة المقتدى بهم في الدين (١).
٢ - احتجاجه بخبر الآحاد (٢) في مسائل الاعتقاد (٣).
٣ - تقديم الشرع على العقل:
والسلف ﵏ يقدمون الشرع على العقل، ويرون أن كل ما خالف الشرع فهو خيال وأوهام (٤) لا حقائق؛ وإلاّ ففي حقيقة الواقع لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح (٥).
قال الشيخ عبد الرزاق: وهو يبين أن العقل لا يقوى على معارضة النقل: " لا يغترَ إنسان بما آتاه الله من قوة في العقل وسعة في التفكير، وحصيلة في العلم، فيجعل عقله أصلًا، ونصوص الكتاب والسنة الثابتة فرعًا، فما وافق منهما عقله قبله واتخذه دينًا وما خالفه منهما لوى به لسانه وحرفه عن موقعه، وأوله على غير تأويله إن لم يسعه إنكاره ... ثقة بعقله ... واتهامًا لرسول الله ﷺ ... واتهامًا لثقات الأمة وعدولها، الذين نقلوا إلينا
_________
(١) أغلب كلام الشيخ في هذه الرسالة مصداقًا لهذا المنهج.
(٢) خبر الآحاد: الآحاد جمع واحد، وخبر الواحد ما يرويه شخص واحد، واصطلاحًا: ما لم يجمع شروط المتواتر.
ينظر: لسان العرب (٣/ ٤٤٨)، نزهة النظر (ص ١٣)، إرشاد الفحول (ص ٤١ - ٤٣).
(٣) ينظر: لكلام الشيخ عبد الرزاق عفيفي ﵀ عن خبر الآحاد في المصدر الثاني من مصادر التشريع (ص ٤٥).
(٤) ينظر: درء التعارض (٧/ ٢٩).
(٥) ينظر: درء تعارض العقل والنقل (١/ ١٤١)، الصواعق المرسلة (٢/ ٧٤١،٧٤٢)، قواعد المنهج السلفي مصطفى حلمي (٢٥٣ - ٢٥٧).
1 / 53