ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
اصناف
الحالة الاجتماعية في قريش
كان الزواج معروفا لقريش، نظاما ثابتا منذ أجيال طويلة، ولكنه متعدد الأنواع لتسهيل التناسل، ومهما تكن المرأة فقيرة أو وضيعة فلا بد من دفع الصداق لذويها، إن تم العقد على طريقة الإيجاب والقبول التي أقرها الإسلام بعد ذلك،
1
وشهد العلماء ببقاء آثار تدل على نظام تعدد الأزواج للمرأة الواحدة،
2
ولكنها آثار عافية تلاشت مع تلاشي عهد الأمومة.
أما تعدد الزوجات فكان نظاما معترفا به بجانب التسري واتخاذ الأخدان والاستمتاع بمن ملكت أيمان الرجال واستباحة النساء الأسيرات والمسبيات، كما كانت الحال في بلاد اللاتين قبيل تأسيس رومة وفي بلاد اليونان نفسها، ولكن قريشا كانت تبيح للرجل الذي أدى إلى القبيلة أعظم الأعمال أن يتخذ من يشاء من الزوجات؛ فكان التعدد لونا من الاعتراف بالعظمة والسيادة والرياسة، ولم تكن له علاقة بالمصاهرة لربط أواصر القرابة بين العظيم والقبائل التي تمت إليه بالنسب.
ومن آثار عهد الأمومة وتعدد الأزواج للمرأة الواحدة استبقاء عصمة المرأة في يدها، وحقها في أن تطلق نفسها من زوجها، وأن تلد في دار أبيها، وأن تكفل ولدها إلى سن معينة، كما جرى في تاريخ مولد سيدنا عبد المطلب الذي ولد ببيت النجار بالمدينة.
رأينا كيف أن قريشا كانوا يئدون البنات، ولكنهم في بعض القبائل كانوا يفرحون بمولد البنت لأنها تجلب لأبيها صداقا؛ وهو مال يختلف كثرة وقلة باختلاف النسب والجمال!
ولكن، هل يرجع وأد البنات إلى أسباب اقتصادية وحسب، أم أن الوالد يخشى العار فيعدم ابنته قبل أن تسبب له الفضيحة؟
نامعلوم صفحہ