ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

محمد لطفي جمعة d. 1373 AH
118

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

اصناف

أما ما يتصل من تاريخ دار الندوة بالحروب فقد ظهر جليا في وقعتي أحد والخندق؛ فإنه لما رجع من نجا من بدر من المشركين إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب موقوفة في دار الندوة، فمشت أشراف قريش إلى أبي سفيان فقالوا: «نحن طيبو أنفس أن يجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد.» فقال أبو سفيان: «وأنا أول من أجاب إلى ذلك، وبنو عبد مناف معي.» فباعوها فصارت ذهبا، فكانت ألف بعير والمال 50000 دينار، فسلم إلى أهل العير رءوس أموالهم وأخرجوا أرباحهم، وكانوا يربحون في تجارتهم للدينار دينارا (مائة في المائة) وفيهم نزلت آية:

إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله (سورة الأنفال).

وفي ذي القعدة سنة 5ه أجلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم

بني النضير - وهم يهود - فساروا إلى خيبر، فخرج نفر من أشرافهم ووجوههم إلى مكة فألبوا قريشا ودعوهم إلى الخروج إلى رسول الله وعاهدوهم وجامعوهم على قتاله، وتجهزت قريش وجمعوا أحابيشهم ومن تبعهم من العرب، فكانوا 4000 وعقدوا اللواء في دار الندوة وحمله عثمان بن طلحة بن أبي طلحة. وفي سنة 6ه خرج الرسول إلى العمرة فبلغ المشركين خروجه فاجتمعوا بدار الندوة وأجمع رأيهم على صده عن المسجد الحرام، وأعدوا جيشا وعسكروا ببلدح، ولم يجردوا سيفا لأن هذه التعبية انتهت بصلح الحديبية؛ وإذن تكون دار الندوة التي أسسها قصي ولم ينخرط محمد في سلك أعضائها لأنه عندما وافى على الأربعين - وهي سن الانتخاب لعضويتها - بعث للعالمين رسولا، ولم يلج بابها نائبا عن عشيرته بني عبد مناف ولا عن سواهم؛ إذن تكون تلك الدار المكية قد مثلت أدوارا مهمة في مناهضة النبي

صلى الله عليه وسلم

أثناء إقامته بمكة وبعد هجرة أصحابه وهجرته، ولكن النبي

صلى الله عليه وسلم

لم يجعل لها شأنا عندما دخل مكة فاتحا سنة 8ه، ولم يصدر أمرا لأحد من قواده باحتلالها أو هدمها، بل أهملها

9

نامعلوم صفحہ