ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
اصناف
في سن التمييز حتى ذكر ما جرت عليه المعاهدة بعد ثلاثين عاما. وقالوا في التسمية إنها تشبه بحلف سابق لجرهم أعضاؤه الفضل بن فضالة والفضل بن وداعة والفضل بن قضاعة (ابن قتيبة). وقيل أريد به أن يكون حلفا محايدا ليتقوا غضب المطيبين
2
والأحلاف، ولكن السبب الوارد في الحديث أصح وأقرب إلى المعقول.
3
وسبب احترام الرسول هذا الحلف أنه لو قال مظلوم ذلك لأجبت؛ وذلك لأن الإسلام إنما جاء بإقامة الحق ونصرة المظلوم، فلم يزدد به هذا الحلف إلا قوة، وليس المراد بقوله - عليه السلام - وما كان من حلف في الجاهلية فلن يزيده الإسلام إلا شدة، أن يقول الحليف يا لفلان! لحلفائه فيجيبوه،
4
بل الشدة في الحديث ترجع لمعنى التعاطف والتواصل.
وتبعا لهذه السنة المحمدية في احترام حلف الفضول وحسن الظن به هم الحسين بن علي بن أبي طالب بأن يهتف به في نزاع بينه وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان أمير المدينة من قبل عمه معاوية، فتحامل الوليد على الحسين في حقه لسلطانه (على عادة بني عبد شمس أعداء آل البيت)، فقال له الحسين: «احلف بالله لتنصفنني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول.» وناصره عبد الله بن الزبير والمسور بن مخرمة بن نوفل الزهري وعبد الرحمن بن عثمان التيمي. وهذا الحديث رواه صاحب الأغاني بتعديل طفيف؛ وهو أن الظالم للحسين كان معاوية نفسه! وقد هددوه بالصيلم وحلف الفضول! فقال معاوية بدهائه الشهير: «لا حاجة لنا بالصيلم
5
ولا بحلف الفضول.» وأنصف الحسين مرغما!
نامعلوم صفحہ