الفصل السابع
وعاد ملك الجحيم وملكته إلى إيوانهما، وتبوءا عرشيهما، والرجماء استووا في كراسيهم، ووفد إلى دار الدولة وفد المتظاهرين يرأسه مأجوج وهو رجيم عتي صلب العود، وتقدم مأجوج وزملاؤه عن يمينه وعن يساره وقال: الشعب يطلب حكومة ديموقراطية يا سادة.
فوجف بعلزبول وقال: هل خانت الحكومة الشعب حتى يبتغي الشعب حكومة أخرى؟ - لم تخن، ولكنها قصرت، هي حسنة القصد ولكنها كانت سيئة التدبير، والشعب يريد أن يكون الحكم شورى؛ لأن في الشورى الرأي الأسد.
فقالت فينوموس: لتكن إرادة الشعب، وليكن للشعب مجلس نواب يشور على الحكومة فيما تفعل.
فقال مأجوج: ويجب أن تسقط الوزارة وتؤلف وزارة أخرى ينتخبها مجلس النواب.
فقال جستوس: الوزارة لا تسقط إسقاطا. - تستعفي. - الإكراه على الاستعفاء مرادف للإسقاط القهري، كلاهما بمعنى واحد. - فسر ما شئت، الشعب غير راض عن الوزارة. - إذن الشعب يتهم الوزارة، وعليه أن يحاكمها، وعلى الوزارة أن تدافع عن نفسها حتى إذا ثبتت براءتها تستعفي من تلقاء نفسها بريئة شريفة. - هذا حق، ولمجلس النواب المنتخب أن يصرح بهذا الحق ويقره، وإليه تحتكم الوزارة.
فقالت فينوموس: الحكومة تقبل الوفد نائبا عن الشعب، والوزارة تحتكم إليه الآن.
فهمس بعلزبول في أذنها: ويحك! أليس المطل أقتل للثورة؟ فلنرجئ المحاكمة إلى ما بعد انتخاب النواب؛ إذ تكون حمى الثورة قد بردت. - لا، لا، إني أحس بدسيسة خبيثة، وأشعر بنار تحت الرماد، فيجب أن نطفئ النار قبل أن يزداد السعير، فالآن يجب أن يقضى الأمر، دع الوفد يناقش الوزراء، والوزراء مستعدون للدفاع، والوفد غير مستعد للتجريم. غر الوفد بسلطة لا يحسن استعمالها.
وفي خلال ذلك كان جستوس يقول: رأي سديد، وثقتنا بعدالة الوفد قوية، فليتفضل الوفد ببسط شكواه، هل يقبل الوفد الرجيم مأجوج متكلما بالنيابة عنه؟
فقال مأجوج: إني مفوض من قبل الوفد بالنيابة عنه. - تفضل تكلم.
نامعلوم صفحہ