ثارات العرب
ثارات العرب: أدبية تاريخية غرامية تشخيصية
اصناف
ويلاه، ما هذا الخبر الفظيع.
شمطاء :
إنني تعذبت كثيرا وخدمت ستين عاما، وزرت مصر والهند والعراق، ودرست الطبيعة والعوالم والأكوان، وتقلبت علي ألوان العذاب والذل والهوان، أما الآن فقد انتهى كل شيء ولم يبق في صدري قلب إنسان، بل أنا أضع يدي هنا، فلا أشعر بحركة ولا خفقان؛ ذلك لأنني أصبحت صخرا قاسيا لا يحن ولا يلين.
حسان :
لله، ما أتعس حظك.
شمطاء :
ولقد أتيت إلى هذا الحصن من الشهر الماضي، والانتقام يلتهب في قلبي التهابا، حتى وصلت إلى عدوي، وجعلته في قبضة يدي وجعلت حياته موقوفة على لفظة من ألفاظي إذا لفظتها سقط قتيلا، وأنت أنت وحدك تقدر أن تنيلني الانتقام كما أريد، ولكني مع ذلك أخاف من هذه الجريمة، ومع كل قساوتي وشراستي أشفق عليك، وأخاف على حياتك في مثل هذا الانتقام الشديد. اذهب بالله عني؛ ولا تجربني لأنك إذا طلبت مني شيئا فيه حياة حبيبتك، فأنا سأطلب منك شيئا فيه هلاك عدوي، ولكن إذا بقيت على عزمك أفتجرد خنجرك من غمده؟ أترضى أن تكون قاتلا؟ أتريد أن تكون سيافا؟ أراك ترتجف منذ الآن، إذن فاذهب عني يا قلبا ضعيفا ويدا ساقطة، اذهب ولا تكلمني ودعني في شأني.
حسان :
وأي شيء تطلبين مني إذا شفيت من أحب؟
شمطاء :
نامعلوم صفحہ