ثارات العرب
ثارات العرب: أدبية تاريخية غرامية تشخيصية
اصناف
عمران :
صدقت، ولكن ذلك لا يمنع من نجاته، وأن يعود إلى بلاد العرب، فيصلح أمورها بعد هذا الدمار العظيم، فإنهم قد بحثوا عن جثته كثيرا فلم يجدوا لها أثرا.
زيدان :
ألا تسمعون لي هذه الحكاية.
عمران :
تكلم.
زيدان :
أذكر من نحو ثلاثين سنة أنني وجدت رجلا في بعض أحياء العرب يدعى سليمان، يزعم أنه كان خادما عند الأمير غسان والد الملك أبي قابوس المنذر، وقد حكى لنا أن الأمير لما ولد له هذا الولد خاف عليه من كثرة الأحزاب حوله، فأرسله إلى ولد له آخر كان يسكن في حصن حصين على هذه الجبال، وسأله أن يربيه ويعتني بأمره وأنه أخوه فليحرص عليه ما استطاع، فأقام هذا الولد الذي صار ملك العرب إلى أن بلغ العشرين من عمره في ذلك الحصن، فوجدوا الفتى وخادمه جريحين وهما على شفا الموت، فأخذوهما واجتهدوا في علاجهما حتى شفيا فعاد الخادم، وهو الذي حدثني بهذه الحكاية إلى مولاه، ومعه ابنه الذي صار ملكا بعد ذلك وظني أن أخاه قد مات، ولم يعرف أن أخاه القتيل قد صار ملكا، ويقال: إنه هو الذي قتله؛ لأنهما كانا يعشقان امرأة واحدة، وأنه بعد أن قتله مع خادمه وطرحهما من نافذة الحصن عمد إلى معشوقته، فقيدها وباعها رقيقة لبعض التجار، ولم يعلم أحد كيف كان مصيرها بعد ذلك.
عمران :
وماذا تستنتجه من هذه القصة؟
نامعلوم صفحہ