378

ثاقب فی مناقب

الثاقب في المناقب

اصناف

فقال: انطلق بنا. فلما أخرجه قال أبي: يا زيد، إن معك سكينة قد أخفيتها، أرأيت إن نطقت هذه السكينة التي سترتها مني فشهدت أني أولى بالحق منك، فتكف عني؟! قال: نعم. فحلف له بذلك.

فقال أبي: أيتها السكينة انطقي بإذن الله تعالى. فوثبت السكينة من يد زيد بن الحسن على الأرض ثم قالت: يا زيد أنت ظالم، ومحمد بن علي أولى منك بذلك وأحق، لئن لم تكف لألين قتلك (1).

فخر زيد مغشيا عليه، فأخذ أبي بيده وأقامه.

ثم قال: يا زيد، إن أنطقت هذه الصخرة التي نحن عليها، تقبل؟ قال: نعم، وحلف له على ذلك، فرجفت الصخرة مما يلي زيدا حتى كادت أن تفلق، ولم ترجف مما يلي أبي، ثم قالت، يا زيد، أنت ظالم، ومحمد أولى منك بالأمر. فخر زيد مغشيا عليه فأخذه أبي بيده وأقامه.

وقال: يا زيد، أرأيت، إن نطقت هذه الشجرة أتكف؟ قال:

نعم. فدعا أبي الشجرة، فجاءت تخد (2) في الأرض حتى أظلتهم، ثم قالت: يا زيد، أنت ظالم، ومحمد أحق بالأمر منك، فكف عنه وإلا هلكت (3)، فغشي على زيد، وأخذ أبي بيده وأقامه، وقال: يا زيد، أرأيت هذا؟ وانصرفت الشجرة إلى موضعها، فحلف زيد ألا يتعرض لأبي، ولا يخاصمه، وانصرف.

وخرج زيد من يومه إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه، وقال: أتيتك من عند ساحر كذاب لا يحل لك تركه. وقص عليه ما رأى، فكتب عبد الملك إلى عامله بالمدينة أن ابعث إلي محمد بن علي مقيدا. وقال له: أرأيت إن وليتك قتله فتقتله؟ قال: نعم.

صفحہ 389