نقلت من خط القاضي كمال الدين بن العديم من مسودة تاريخه أن ابن الدقاق البلنسي الشاعر المشهور كان يسهر الليل ويشتغل بالأدب وكان أبوه حدادا فقيرا فلامه وقال يا ولدي نحن فقراء ولا طاقة لنا بالزيت الذي تسهر عليه فاتفق أنه برع في العلم والأدب وقال الشعر وعمل في أبي بكر بن عبد العزيز صاحب بلنسية قصيدة مطربة أولها:
يا شمس خدر ما لها مغرب ... وبدر تم قط لا يحجب
وقال منها:
ناشدتك الله نسيم الصبا ... أين استقرت بعدنا زينب
لم تسر إلا بشذا عرفها ... أولا فماذا النفس الطيب
فأطلق له ثلثمائة دينار فجاء إلى أبيه وهو جالس في حانوته فوضعها في حجره وقال خذ هذه وابتع بها زيتا انتهى.
حكي عن عبد العزيز بن الفضل قال خرج القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن شريح وأبو بكر بن داود وأبو عبد الله نفطوية إلى وليمة فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضيق فأراد كل منهم تقديم صاحبه عليه فقال ابن شريح ضيق الطريق يورث سوء الأدب فقال ابن داود لكنه تعرف به مقادير الرجال فقال نفطويه إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف. وحكي عن شريح جد أبي العباس المشهور بالصلاح الوافر أنه كان أعجميا لا يعرف بلسان العرب شيئا فاتفق له أنه رأى الباري عز وجل في النوم فحادثه وقال يا شريح طلبكن فقال يا خدادي سار بسار وهذا لفظ أعجمي معناه بالعربي يا شريح أطلب فقال يا رب رأسا برأس
صفحہ 67