أمامه وقد توشح بقوس فقال له بعض الحاضرين، بالله يا مولانا اركب في هذه الساعة فهذا القمر قد حل في القوس حقيقة فقام لوقته وركب استبشارا بالقول، فلم يركب أطيب من تلك السفرة، ولا أكثر من صيدها.
ومن غرائب المنقول ما حكى إسحق النديم عن أبيه قال: استأذن الرشيد أن يهب لي يوما من الجمعة لأنبعث فيه بجواري وإخواني فأذن لي في يوم السبت وقال هو يوم أستثقله فاله فيه بما شئت قال: فاقمت يوم السبت بمنزلي وتقدمت لإصلاح طعامي وشرابي، وأمرت بوابي بإغلاق الباب وأن لا يأذن لأحد من الناس، فبينما أنا في مجلسي، والحرم قد حففن بي إذا أنا بشيخ عليه هيبة وجمال وعلى رأسه قلنسوة وبيده عكازة مفعمة بالفضة وروائح الطيب تفوح منه فداخلني لدخوله علي مع ما قدمت من الوصية غيظ عظيم، وهممت بطرد بوابي ومن يحجبني لأجله، فسلم علي أحسن سلام فرددت عليه وأمرته بالجلوس فجلس وأخذ في حديث الناس وأيام العرب وإشعارها حتى سكن ما بي فظننت أن غلماني قصدوا مسرتي بإدخاله علي لظرفه وأدبه فقلت له هل في الطعام فقال لا حاجة لي به فقلت هل لك في الشراب
صفحہ 60