الفرس وداس على رأس أحليله فحمل إلى داره وأقام أياما إلى أن عوفي وحضر مجلس الوزارة وهو غاص بالناس فقال الصاحب ما سبب تأخرك فقال تقنطر بي الفرس وداس رأس احليلي فكدت أموت والآن فقد لطف الله تعالى وحصل البرء والشفاء فقال له صبيح: الحمد لله على سلامة الخصي فانقلب المجلس ضحكا وخجل ابن الرهاوي وانصرف. وحكي أن بعض الرؤساء كان له خادم وعبد فدخل يوما فوجد العبد فوق الخادم فضربه وخرج فرأى بعض أصدقائه فساله عن غيظه فقال هذا العبد النحس فعل بالخويدم الصغير فقال بل مولانا السيد الكبير فخجل منه وأبرزها في قالب المجون.
وأنشد ابن الجوزي في بعض مجالس وعظه:
أصبحت ألطف من مر النسيم على ... زهر الرياض يكاد الوهم يؤلمني
من كل معنى لطيف أجتلي قدحا ... وكل ناطقة في الكون تطربني
فقام إليه إنسان فقال يا سيدي الناطق حمار فقال أقول له يا حمار اسكت ويعجبني قول برهان الدين القيراطي:
صاح هذي قباب طيبة لاحت
صفحہ 44