يقول ذل، فتنبه بعض الحاضرين ونظر فإذا أربعة أشهر ثلث سنة وهو تصحيف بلنسية فخجل الشاعر المنازع ومضى إلى الشاب معترفا ومعتذرا انتهى. وهذا المعنى في بلنسية نظمه الشيخ بدر الدين الدماميني أحجية فقال:
أيا واحد العصر ما بلدة ... محاسنها في الورى تذكر
حجى ما يرادف تصحيفها ... وحقك أربعة أشهر
ومن الغريب ما نقل عن الفقيه عمارة اليمني الشاعر أنه مر بمصلوب فقال:
ومد على صليب الصلب منه ... يمينا لا تطول إلى الشمال
ونكس رأسه لعتاب قلب ... دعاه إلى الغواية والضلال
فلم يمض ثلاثة أيام حتى صلب بين القصرين مع الجماعة الغرماء. وكان الفقيه نجم الدين عمارة أديبا ماهرا فقيها شافعي المذهب من أهل السنة قدم في دولة الفاطميين إلى الديار المصرية وصاحبها يومئذ الفائز بن الظافر ووزيره الصالح بن زريك فكان عنده في أكرم محل وأعز جانب واتحد به على ما كان بينهما من الاختلاف في العقيدة ثم رحل إلى اليمن وعاد إلى مصر وأقام بها إلى أن زالت دولة الفاطميين على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ورثى أهل القصر بقصيدته التي أولها:
صفحہ 22