تین مرد اور ایک عورت
ثلاثة رجال وامرأة
اصناف
والفتى الواقف إلى جانبها أهل لها، ما في هذا شك؛ طويل عريض معتدل القامة ، وقوي متين؛ رجل، رجل كما ينبغي أن يكون الرجل؛ تأمل ذراعيه وكتفيه وصدره الواسع العميق ورأسه العاري أيضا يعتدل فوق كتفيه، وعينه صريحة، ووجهه ناطق بالنبل والخير، فهي معه في أمان من المخاوف، رجل صريح قوي القلب وفي، كلا لا يتغير مثل هذا لعزته، كما لا يتغير البحر الذي ينظران إليه.
وسر جبران وشرح صدره أن حمدي تناول راحة محاسن ورفعها إلى شفتيه ولثم بنانها، ثم قعدا وظهراهما إلى جبران المعجب المغتبط وعيونهما على البحر الذي يحبه حبا جما.
وقال حمدي: هذا ما لم أكن أجرؤ حتى أن أحلم به.
قالت، التي لو سئل عنها جبران، وهو يرمقها، لقال إنها خلقت أحسن مما يقول من يصف: ولا أنا كنت أحلم بهذا، ولكني من فرط السعادة أخشى ...
قال: لا تخشي شيئا، سنتزوج، الساعة إذا شئت، ما عليك إلا أن تأمري فأجيء بمأذون، فما أظن إلا أن ها هنا مأذونا.
قالت: كلا، ليس الآن، أقول لك الحق إني لا أدري ماذا ينبغي أن أصنع، ولا أكتمك أني ... تعلم ما أعني، ولماذا لا أفصح؟! إني أحبك، وأخشى أن تطير مني، أخشى من هذا الحب أن يقصيك عني، ولكني أحسب أن التريث أولى؛ لا من أجلي أو أجلك، ولا من أجل أبي، بل، الحقيقة أني لا أدري من أجل من، لا تضحك مني، فإن هذا أول حب لي، وأحسبها أول حيرة أيضا، لا ليست أول حيرة، ولكنها أول حيرة سارة.
قال: لا داعي للحيرة، ألسنا قد اتفقنا؟!
قالت: وماذا تنوي أن تصنع مع ...
قال: مع التي تزوجتني؟ لا شيء، وماذا عسى أن أصنع؟ هي التي بيدها الأمر فلتفعل ما تشاء، وليس يسعها أكثر من تطليقي، وا خجلتاه! ولكنك تعذرينني؟ أرجو ألا تحتقريني.
وتناول كفها بين كفيه، وهي تبتسم له ابتسام العطف والفهم، ومضى هو في كلامه فقال: إنها ما اتخذتني إلا تكأة، وجعلت الأمر بيدها لتكون حرة حينما تريد، وليست بحريصة علي؛ فما كنت زوجها إلا بالاسم، ولا عرفتها كما يعرف الرجل امرأته، ولا عبأت هي شيئا بفراري، أو لعله ينبغي أن أقول: نشوزي؛ فإني - وأنا الرجل - أصبحت في مكان المرأة المستعصية الكارهة النافرة، وضحك ثم قال: لا أخشى على كل حال أن تطلبني إلى محل الطاعة.
نامعلوم صفحہ