Tesbih Allah Dhati Al-Alia fi Ayat Kitabih Al-Sania
تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية
ناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ایڈیشن نمبر
العدد ١١٩-٣٥
اشاعت کا سال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
اصناف
ولطيفة بلاغية:
يُلاحظ أنّ متعلّق (سبحانه) محذوف ههنا؛ وذلك لدلالة الكلام عليه، وفيه من الإيجاز ما لا يخفى. وقد أظهر في غيرها لما يقتضيه السياق مثل قوله تعالى في آية سورة النساء: ﴿سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ...﴾ الآية١.
مطلب: في بيان ما بعد التسبيح وصلته:
بعد أن نزه الله ذاته العليّة عن اتخاذ الولد شرع في الردّ عليهم بأربع حجج يتبع بعضها بعضًا، وابتدأه بحرف (بل) الدالّ على الإضراب عن مقالتهم الشنيعة تمهيدًا لإبطالها والردّ عليها وعلى ما تقتضيه من التشبيه بالمخلوقات المحدثة في تناسلها وحاجتها إلى الولد، وفي سرعة فنائها اللازم لتلك الحاجة٢.
- أمّا الحجة الأولى فهي في قوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾؛ ذلك أنّ الله تعالى بيّن - ههنا- أنّ جميع ما في السموات والأرض مملوك له؛ ومن جملتهم من ادّعوا أنّه ولد لله، والولادة تنافي الملكية لأنّ الوالد لايملك ولده٣.
_________
١ انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج٤ ص٢٣؛ روح المعاني للآلوسي ج١ ص٣٦٨. والآية في سورة النساء رقم (١٧١) وهي قوله تعالى ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ .
٢ انظر: روح المعاني للآلوسي ج١ ص٣٦٨_٣٦٩؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج١ ص٦٨٥.
٣ انظر: البحر المحيط لأبي حيان ج١ ص٣٦٣.
1 / 68