417

تیسیر تفسیر

تيسير التفسير

اصناف

قل يتوفاكم ملك الموت

[السجدة: 11]، وذلك عصر الأرواح من الأجساد فإذا بلغت الحلقوم قبضها الله، فهذا كقوله تعالى:

يتوفى الأنفس حين موتها

[الزمر: 42]، وهذا مذهبنا، وذهب بعض الصوفية أن القابض الله أو ملك الموت أو أعوانه بحسب مقام العبد، وقال بعض قومنا: تعصرها الملائكة ويقبضها ملك الموت من الحلقوم إذا وصلته، أو رسلنا ملك الموت عظم بلفظ الجمع لقوة عمله، ويقال: إذا كثرت عليه الأرواح دعاها فتجيئه، وله أعوان تقبضها ويجيئه بها، والأحياء كلها فى البر والبحر كشىء فى طست، ويقال: كل من جاء أجله سقطت إليه ورقته، ويقال: صحيفة فيها موته من تحت العرش، ويأمر أعوانه بالتصرف، ويطوف كل يوم بكل مسكن مرتين، وقيل: خمسة ويقال: يقبض روح المؤمن ويسلمها لملائكة الرحمة ويبشرونها بالثواب، ويصعدون بها، وهم سبعة. وروح الكافر ويسلمها لملائكة العذاب وهم سبعة ويبشرونها بالعذاب، وترد من السماء إلى سجين، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكا عند رجل من الأنصار، فقال:

" ارفق بصاحبى فإنه مؤمن، فقال: إنى بكل مؤمن رفيق، وإنى لأقبض روح ابن آدم فإذا صرخ صارخ من أهله قلت: ما هذا الصراخ؟ فوالله ما ظلمناه، ولا استبقينا من أجله فما لنا فى قبضه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا، وإن تسخطوا تأثموا، وإن لنا لعودة بغتة، فالحذر الحذر، إنى لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم، فإنى أتصفح وجوههم كل يوم وليلة خمس مرات، والله يا محمد لو أردت قبض بعوضة ما قدرت حتى يكون الله هو الآمر بقبضها "

وإذا مات العبد رجعوا إلى معابدهم. وقيل: يقومون على قبره يترحمون عليه أو يلعنونه { وهم لا يفرطون } لا يتعدون ما حد لهم من وقت القبض وتشديده وتسهيله ومكانه، وكيفيته ومقابلة المحتضر بوجه طلق أو عبوس أو نحو ذلك.

[6.62]

{ ثم ردوا } للجزاء { إلى الله } مقتضى الظاهر ثم رددتم إلى الله بالخطاب الذى فى قوله أحدكم، لكن ذكر بالغيبة تلويحا باستحقاقهم الهجر، وكان بالجمع لأن الرد إلى الله بالجملة، ومجئ الموت والتوفى على الانفراد، والرد إلى الله ردهم إلى حكمه منقادين، أو ردهم إلى موضع لا حاكم فيه سواه تعالى عنه وسائر المواضع { مولاهم } الذى يتولى أمرهم بالعقاب، وأما قوله عز وجل

لا مولى لهم

[محمد: 11] فمعناه لا ناصر لهم، وقيل: الضمير فى ردوا ومولاهم للناس كلهم، وهو مالكهم وخالقهم، يتولاهم بالثواب والعقاب، أو خالقهم، أو مالكهم، وزعم بعض أن الضمير للرسل ملائكة الموت يموتون كما مات بنو آدم، وهو خلاف الظاهر، والموت لا بد لهم منه بيد ملك الموت، أو مع أعوانه ويأمر الله تعالى ملك الموت بعد موت ذوات الأرواح بالكون بين الجنة والنار، فيكون بينهما فيميته الله عز وجل، ويقبض الله أرواح الحور والولدان بدون ملك، أو بتوسط ملك الموت { الحق } الثابت، أو الذى لا يتصف بالباطل { ألا له } لا لغيره { الحكم } يومئذ ظاهرا وحقيقة بخلاف الدنيا فقد يكون الحكم الظاهر فيها لغيره { وهو أسرع الحاسبين } يحساب الخلق فى أقل من لحظة، لأنه ليس يحاسبهم بفكر أو عد أو عقد الأصابع، تعالى عن ذلك، وما جاء من أنه يحاسب الخلق فى مقدار حلب شاة تمثيل للقلة، و شاء ذلك وهو قادر على أقل، كما خلق السماوات والأرض فى ستة أيام وهو قادر على أقل منها، ويدل للتمثيل ما جاء من أنه يحاسبهم فى مقدار نصف نهار من أيام الدنيا، وقيل: لكل أحد ملك يحاسبه، وقيل: المؤمنون يحاسبهم الله، والكفار يحاسبهم الملائكة، لقوله تعالى:

نامعلوم صفحہ