61

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

تحقیق کنندہ

ماهر أديب حبوش، وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

پبلشر کا مقام

أسطنبول - تركيا

اصناف

وعبارة القشيري: (يُعطي سبحانه الكثيرَ من عطائه ويَعدُّه قليلًا، ويَقبل اليسيرَ من طاعةِ العبد ويَعُدُّه كثيرًا عظيمًا، يعطيهم الجنةَ قصورًا وحورًا ثم يقولُ: ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ﴾، ويقبلُ اليسيرَ من العبد فيقولُ: ﴿فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ [الذاريات: ٢٦] (^١). - وفي قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ [الإسراء: ١٣] نقل عن القشيري قوله: وقيل: مَن حاسبَه بكتابه وجد كلَّ زلَّةٍ ومَهلكةٍ، ومَن حاسبَه بكتابِ نفسِه ففي كتابه سبحانه: ﴿الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾ [الكهف: ٥٨]، فالواجبُ على العبد أن يبتهِلَ في دعائه فيقولَ: اللهمَّ حاسِبْني بكتابك على ما قلتَ: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: ٥٤] لا بكتابي فإنه مشتمِل على القبائح والفضائح. وعبارة القشيري: (ويقال: مَن حاسبَه بكتابه فكتابُه ملازمه في حسابه، فيقول: ربّ، لا تحاسبني بكتابي، ولكن حاسبني بما قلتَ: إنَّك ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ [غافر: ٣] لا تعاملني بمقتضَى كتابي ففيه بواري وهلاكي) (^٢). - وفي أواخر تفسير الفاتحة قال المؤلِّف: وقولُه ﵇ في حديث القِسمة: "هذا بيني وبينَ عَبْدي نصفَين" (^٣)، أشار الإمامُ أبو منصورٍ ﵀ إلى معنيَين فيه: أحدُهما: أن يكون كلُّ واحدٍ منهما بينَ اللَّهِ وعبدِه، العبادةُ من العبدِ وهي للَّهِ تعالى، والاستعانةُ فعلُ العبد وهي طلبُه من اللَّه تعالى.

(^١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٦٥٢). (^٢) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٤٠). (^٣) قطعة من حديث رواه مسلم (٣٩٥) عن أبي هريرة ﵁.

المقدمة / 62