47

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

تفسير أبي حفص النسفي (التيسير في التفسير)

تحقیق کنندہ

ماهر أديب حبوش، وآخرون

ناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

پبلشر کا مقام

أسطنبول - تركيا

اصناف

- وقال: وفي قوله: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة: ٢١] دلالةٌ على شمول القدرة والصَّنعة، وتنبيهٌ عن سِنَة الغفلة، أنهم كانوا فمضَوا، وجاؤوا وانقضَوا، فلا تنسَوا مصيركم، ولا تَستجيزوا تقصيرَكم. - وفي أولِ يوسف قال: وانتظامُ أوَّل هذه السُّورةِ بآخرِ السُّورة الَّتي قبلَها: أنَّه افتتحَ هذه السُّورة بقوله: ﴿الر﴾ معناه: أنا اللَّهُ أرى من العرشِ إلى الثَّرى، فلي غيبُ السَّماوات العُلى والأراضي السُّفلى، ولسْتُ بغافلٍ عمَّا يعمل الورى. وقيل: أنا اللَّه أرى ما نزل بيوسفَ مِن البلوى، من الجبِّ والسِّجن والشَّكوى، ثمَّ جعلتُه مَلِك الدُّنيا، وجمعتُه مع شيخِه المبتلَى. ٣ - كما يتميز بتلك النقول الرائعة والأقوال الجامعة المانعة، والتي كثير منها لا تجده في الكتب، وفيها جوامعُ الكلِم، والمواعظُ والحكم: - ففي تفسير الفاتحةِ في سببِ تسميتها بأمِّ الكتاب أسهَبَ في شرح ذلك وما قيل فيه، ومنه قوله: وقيل: الأمُّ: الإمامُ؛ فالسورةُ إمامُ أهلِ الإسلام، وأمُّ القرى مقصدُ الأَنام، وجهنَّم قيل لها: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ [القارعة: ٩]؛ لأنَّ الكافرَ له إليها المرجعُ والمقام، والدِّماغُ أمُّ الرأس وللرأسِ به القيام؛ فأمُّ القرآنِ تقوم بهذه المعاني العظام. - وفي الفاتحة أيضًا قال: وقالوا: خيارُ المسلمين سبعةُ أصنافٍ: الحامدونَ، والراجون، والخائفونَ، والمخلِصون، والمتوكِّلونَ، والمستقيمون، والعارفونَ، وفي هذه السورة نصيبٌ لكلِّهم؛ فقولُه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ على نصيبِ الحامدين، وقوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ على نصيبِ الراجين، وقولُه: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ على نصيبِ الخائفين، وقولُه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ على نصيبِ المُخلِصين، وقولُه: ﴿وَإِيَّاكَ

المقدمة / 48