تسہیل بشرح الجامع الصغیر

عبد الرؤوف المناوي d. 1031 AH
40

تسہیل بشرح الجامع الصغیر

التيسير بشرح الجامع الصغير

ناشر

مكتبة الإمام الشافعي

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

پبلشر کا مقام

الرياض

بَعضهم فِي الْإِنْسَان ألف عُضْو من الشرّ كلهَا من الشَّيْطَان فَإِذا جوّع بَطْنه وروّض نَفسه احْتَرَقَ كل عُضْو بِنَار الْجُوع وفرّ الشَّيْطَان مِنْهُ (فر عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْحَاكِم (أحب) بِفَتْح فَكسر أَمر (للنَّاس مَا تحبّ لنَفسك) من الْخَيْر كَمَا صرّحت بِهِ رِوَايَة أَحْمد فَلَا حَاجَة لقَوْل الْبَعْض عَام مَخْصُوص وَذَلِكَ بِأَن تفعل مَعَهم مَا تحب أَن يفعلوه مَعَك وتعاملهم بِمَا تحب أَن يعاملوك بِهِ (تخ ع طب ك هَب عَن يزِيد بن أسيد) بِزِيَادَة يَاء وَضم الْهمزَة وَفتحهَا وَرِجَال الطَّبَرَانِيّ ثِقَات كَمَا قَالَه الهيتمي (أحبب حَبِيبك هونا مّا) أَي أحببه حبا قَلِيلا فَهُوَ نَا مَنْصُوب على الْمصدر صفة لما اشتق مِنْهُ أحبب (عَسى أَن يكون بَغِيضك يَوْمًا مّا وابغض بَغِيضك هونا مّا) فَإِنَّهُ (عَسى أَن يكون حَبِيبك يَوْمًا مّا) إِذْ رُبمَا انْقَلب ذَلِك بتغيير الزَّمَان وَالْأَحْوَال بغضا فَلَا تكون قد أسرفت فِي حبه فتندم عَلَيْهِ إِذا أبغضته أَو حبا فَلَا تكون أسرفت فِي بغضه فتستحي مِنْهُ إِذا أحببته وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر (فهونك فِي حب وبغض فَرُبمَا ... بدا صَاحب من جَانب بعد جَانب) (ت) فِي الْبر والصلة (هَب) كِلَاهُمَا (عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (وَعَن ابْن عَمْرو) ابْن الْعَاصِ (قطّ فِي الْأَفْرَاد) بِفَتْح الْهمزَة (عد هَب عَن عليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ مَرْفُوعا (خد هَب عَن عليّ مَوْقُوفا) عَلَيْهِ قَالَ الترمذيّ هَذَا هُوَ الصَّحِيح (أَحبُّوا الله) وجوبا (لما) أَي لأجل الَّذِي (يغذوكم بِهِ) من الْغذَاء ككساء مَا بِهِ نَمَاء الْجِسْم وقوامه وَهُوَ أعمّ من الْغَدَاء بِالْفَتْح (من نعمه) جمع نعْمَة بِمَعْنى أنعام أَي أحبوه لأجل أنعامه عَلَيْكُم بصروف النعم وضروب المنن قَالَ بعض العارفين محبَّة العَبْد لله عينا لَا تصح فَمَا بَقِي إِلَّا أَن يُحِبهُ لإحسانه فَلذَلِك قَالَ الْمُصْطَفى أَحبُّوا الله لعلمه بعجز الْخلق وجهلهم بِمِقْدَار مَا يَنْبَغِي لجلال الله من الانقياد والمحبة فنبههم بذلك على أَمر ظَاهر لَا يخفى وَهُوَ النعم السابغة عَلَيْهِم قَالَ الغزاليّ وكل مَا فِي الْعَالم من نعْمَة وَحسن وإحسان حَسَنَة من حَسَنَات وجوده يَسُوقهَا إِلَى عبَادَة بخطرة وَاحِدَة يخلقها فِي قلب الْمُنعم والمحسن وَمن تصوّر ذَلِك كَيفَ يحب غَيره تَعَالَى أَو يلْتَفت إِلَيْهِ (وأحبوني لحبّ الله) أَي إِنَّمَا تحبوني لِأَنَّهُ تَعَالَى أَحبَّنِي فَوضع محبتي فِيكُم (وأحبوا أهل بَيْتِي لحبي) أَي إِنَّمَا تحبونهم لِأَنِّي أَحْبَبْتهم لحبّ الله لَهُم فيلزمنا حبهم حبا لَا يعود علينا بوبال وظلم لَا كَالَّذِين حملهمْ الغلو والعصبية حَتَّى جاؤا بِأَحَادِيث مُخْتَلفَة تنكرهَا عقول الصَّادِقين حَتَّى أدّاهم ذَلِك إِلَى أَن طعنوا فِي الشَّيْخَيْنِ وسبوهما (ت ك) فِي فَضَائِل أهل الْبَيْت (عَن ابْن عَبَّاس) وصححاه (أَحبُّوا الْعَرَب) بِالتَّحْرِيكِ خلاف الْعَجم (لثلاث) أَي لأجل خِصَال ثَلَاث امتازت بهَا (لِأَنِّي عربيّ وَالْقُرْآن عربيّ) قَالَ تَعَالَى بِلِسَان عربيّ مُبين (وَكَلَام أهل الْجنَّة) أَي تحاورهم فِيمَا بَينهم فِي الْجنَّة (عربيّ) الْقَصْد بإيراد هَذِه الْجمل الْحَث على حبّ الْعَرَب أَي من حَيْثُ كَونهم عربا وَقد يعرض مَا يُوجب البغض والازدياد مِنْهُ بِحَسب مَا يعرض لَهُم من كفر أَو نفاق (عق طب ك هَب عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك فِي صَحِيحَة وردّه الذَّهَبِيّ وَغَيره (أَحبُّوا قُريْشًا) الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة وَالْمرَاد الْمُسلمُونَ مِنْهُم (فَإِنَّهُ) أَي الشَّأْن (من أحبهم) من حَيْثُ كَونهم قُريْشًا الْمُؤمنِينَ (أحبه الله) تَعَالَى دُعَاء أَو خبر قَالُوا فَإِذا كَانَ ذَا فِي مُطلق قُرَيْش فَمَا ظَنك بِأَهْل الْبَيْت قَالَ الْحَكِيم هَذَا فِي أهل التَّقْوَى وَالْهدى مِنْهُم أمّا بَنو أُميَّة وأضرابهم فحالهم مَعْرُوف

1 / 41