تسہیل بشرح الجامع الصغیر
التيسير بشرح الجامع الصغير
ناشر
مكتبة الإمام الشافعي
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
پبلشر کا مقام
الرياض
جُنُون (فَلَا يلومنّ إِلَّا نَفسه) لِأَنَّهُ المتسبب إِلَيْهِ بِعَدَمِ السّتْر (وَمن باله فِي مغتسله) أَي الْمحل المعدّ لاغتساله فِيهِ (فَأَصَابَهُ الوسواس) مِمَّا تطاير من الْبَوْل وَالْمَاء (فَلَا يلومنّ إِلَّا نَفسه) لِأَنَّهُ فَاعل السَّبَب (وَإِذا رفعتم الْمَائِدَة) الَّتِي أكلْتُم عَلَيْهَا (فاكنسوا مَا تحتهَا) من فتات الْخبز وبقايا الطَّعَام (فإنّ الشَّيَاطِين يلتقطون مَا تحتهَا) من ذَلِك (فَلَا تجْعَلُوا لَهُم نَصِيبا فِي طَعَامكُمْ) أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِك فَإِنَّهُم أعداؤكم (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) لكنه لم يسْندهُ بل علقه
(إنّ الله تَعَالَى أَمرنِي بحب أَرْبَعَة) من الرِّجَال (وَأَخْبرنِي أَنه يُحِبهُمْ) قَالُوا بَينهم لنا قَالَ (عليّ) بن أبي طَالب (مِنْهُم) الْعلم الَّذِي لَا يلتبس (وَأَبُو ذَر) الْغِفَارِيّ جُنْدُب بن جُنَادَة (والمقداد) بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة الْكِنْدِيّ (وسلمان) الْفَارِسِي مولى الْمُصْطَفى يعرف بسلمان الْخَيْر (ت) وَقَالَ حسن غَرِيب (هـ ك عَن بُرَيْدَة) الْأَسْلَمِيّ قَالَ ك على شَرط مُسلم وردّه الذَّهَبِيّ
(إِن الله أَمرنِي أَن أزوّج فَاطِمَة) الزهراء (من عليّ) بن أبي طَالب قَالَه لما خطبهَا أَبُو بكر وَعمر وَغَيرهمَا فَرد وزوّجه إِيَّاهَا (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله ثِقَات
(إِن الله أَمرنِي أَن أسمي الْمَدِينَة طيبَة) بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف لطيبها أَو لطهارة تربَتهَا أَو لطهارة أَهلهَا من النِّفَاق أَو من الشّرك وَيكرهُ تَسْمِيَتهَا يثرب (طب عَن جَابر بن سَمُرَة
إنّ الله أَمرنِي بمداراة النَّاس) أَي ندبا أَو وجوبا وَيدل لَهُ (كَمَا أَمرنِي بِإِقَامَة الْفَرَائِض) أَي أَمرنِي بملاينتهم والرفق بهم وتأليفهم ليدْخل من دخل مِنْهُم فِي الدّين وَيَتَّقِي الْمُؤْمِنُونَ شَرّ من قدر عَلَيْهِ الشَّقَاء مِنْهُم أما المداهنة وَهِي بذل الدّين لصلاح الدُّنْيَا فمحرّمة وَقد امتثل الْمُصْطَفى أَمر ربه فَبلغ فِي المداراة الْغَايَة الَّتِي لَا ترتقي وبالمداراة وَاحْتِمَال الْأَذَى يظْهر الْجَوْهَر النَّفْسِيّ وَقد قيل لكل شَيْء جَوْهَر وجوهر الْإِنْسَان الْعقل وجوهر الْعقل المداراة فَمَا من شَيْء يسْتَدلّ بِهِ على قوّة عقل الشَّخْص ووفور علمه وَحمله كالمداراة وَالنَّفس لَا تزَال تشمئز مِمَّن يعكس مرادها ويستفزها الْغَضَب وبالمداراة تَنْقَطِع حمية النَّفس وَيرد طيشها ونفورها (فر عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(إِن الله أنزل الدَّاء والدواء وَجعل لكل دَاء دَوَاء) فَمَا أصَاب أحدا دَاء إِلَّا قدر لَهُ دَوَاء (فَتَدَاوَوْا) ندبا (وَلَا تداووا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ للتَّخْفِيف (بِحرَام) أَي يحرم عَلَيْكُم ذَلِك فالتداوي بِمحرم محرم أَي حَيْثُ وجد دَوَاء حَلَالا طَاهِرا يقوم مقَامه وَفِيه مَشْرُوعِيَّة التَّدَاوِي لَكِن إِن تَركه توكلا فَهُوَ فَضِيلَة قيل للربيع بن خَيْثَم أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا فَقَرَأَ وعادا وثمودا وَأَصْحَاب الرس وقرونا بَين ذَلِك كثيرا كَانَ فيهم أطباء فَلم يبْق المداوى وَلَا المداوي (د عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه إِسْمَعِيل بن عَيَّاش فِيهِ مقَال
(إنّ الله أنزل بَرَكَات) أَي كرامات (ثَلَاثًا) من السَّمَاء كَمَا فِي رِوَايَة (هِيَ الشَّاة والنخلة وَالنَّار) سَمَّاهَا بَرَكَات وساقها فِي معرض الامتنان لأنّ الشَّاة عَظِيمَة النَّفْع درا ونسلا وثمر النّخل جَامع بَين التَّلَذُّذ والتغذي وَالنَّار لَا بُد مِنْهَا لقِيَام نظام الْعَالم (طب عَن أمّ هَانِئ) ضَعِيف لضعف النَّضر بن حميد
(إنّ الله أوحى إليّ) وَحي إرْسَال (أَن) أَي بِأَن (تواضعوا) بخفض الْجنَاح ولين الْجَانِب (حَتَّى لَا) أَي لكيلا (يفخر أحد) مِنْكُم (على أحد) بعدّ محاسنه كبرا وبرفع قدره تيها وعجبا (وَلَا يَبْغِي) لَا يجور (أحد) مِنْكُم (على أحد) وَلَو ذمّيا وَالْمرَاد أَن الْفَخر وَالْبَغي شَحْنَاء الْكبر لأنّ المتكبر وَهُوَ من يرفع نَفسه فَوق مَنْزِلَته فَلَا ينقاد لأحد (م د هـ عَن عِيَاض بن حمَار) بِكَسْر الْمُهْملَة الْمُجَاشِعِي
(إنّ الله أيدني) قواني (بأَرْبعَة وزراء اثْنَيْنِ) أَي ملكَيْنِ (من أهل السَّمَاء جِبْرِيل وَمِيكَائِيل
1 / 247