تسہیل بشرح الجامع الصغیر
التيسير بشرح الجامع الصغير
ناشر
مكتبة الإمام الشافعي
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م
پبلشر کا مقام
الرياض
تريحهم (وَلَكِن) اسْتِدْرَاك من توهم نفي الْعَذَاب عَنْهُم (نَاس) من الْمُؤمنِينَ (أَصَابَتْهُم النَّار بِذُنُوبِهِمْ فأماتتهم) بمثناتين أَي النَّار وَفِي رِوَايَة بمثناة أَي أماتهم الله (إماتة) أَي بعد أَن يعذبوا مَا شَاءَ الله وَهِي إماتة حَقِيقِيَّة وَقيل مجازية عَن ذهَاب الإحساس بالألم (حَتَّى إِذا) بَعثهمْ الله من تِلْكَ الموتة (صَارُوا فحما) أَي كالحطب الَّذِي أحرق حَتَّى اسودّ (أذن) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَو للْفَاعِل أَي أذن الله (بالشفاعة) فيهم فحملوا أَو أخرجُوا (فجيء بهم) أَي فتأتي بهم الْمَلَائِكَة إِلَى الْجنَّة بِإِذن رَبهم (ضبائر ضبائر) بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة فموحدة مُخَفّفَة أَي يحملون كالأمتعة جماعات جماعات منفردين عكس أهل الْجنَّة فَإِنَّهُم يدْخلُونَ يتحاذون بالمناكب لَا يدْخل آخِرهم قبل أَوَّلهمْ وَلَا عَكسه (فبثوا) فرقوا (على أَنهَار الْجنَّة) أَي على حافاتها (ثمَّ قيل) أيّ قَالَت الْمَلَائِكَة أَو قَالَ الله (يَا أهل الْجنَّة أفيضوا) صبوا (عَلَيْهِم) مَاء الْحَيَاة فيفيضون مِنْهُ فيحيون (فينبتون نَبَات الْحبَّة) بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة حب الرياحين وَنَحْوهَا مِمَّا ينْبت فِي الْبَريَّة مِمَّا (تكون فِي حميل السَّيْل) وَهُوَ مَا حمله السَّيْل فِي سرعَة فَتخرج لِضعْفِهَا صفراء متلونة وَذَا كِنَايَة عَن سرعَة نباتهم وَضعف حَالهم ثمَّ تشتدّ قواهم ويصيرون إِلَى مَنَازِلهمْ (حم م هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(أما أوّل أَشْرَاط السَّاعَة) علاماتها الَّتِي يعقبها قِيَامهَا (فَنَار تخرج من الْمشرق فتحشر النَّاس) تجمعهم مَعَ سوق (إِلَى الْمغرب) قيل أَرَادَ نَار الْفِتَن وَقد وَقعت كفتنة التتار سَارَتْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب وَقيل بل تَأتي وَاسْتشْكل جعل النَّار أوّل العلامات وَجَوَابه فِي الأَصْل (وَأما أوّل مَا) أَي طَعَام (يَأْكُل أهل الْجنَّة) فِيهَا (فَزِيَادَة كبد الْحُوت) أَي زائدته وَهِي الْقطعَة المنفردة الْمُتَعَلّقَة بالكبد (وَأما شبه الْوَلَد أَبَاهُ) تَارَة (وَأمه) أُخْرَى (فَإِذا سبق مَاء الرجل مَاء الْمَرْأَة) فِي النُّزُول والاستقرار فِي الرَّحِم (نزع إِلَيْهِ) أَي إِلَى الرجل (الْوَلَد) بنصبه على المفعولية أَي جذبه إِلَيْهِ (وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة مَاء الرجل نزع) الْوَلَد (إِلَيْهَا) أَي الْمَرْأَة وَذَلِكَ أَن ابْن سَلام أَتَى الْمُصْطَفى لما قدم الْمَدِينَة فَقَالَ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهنّ إِلَّا نبيّ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ بذلك فَأسلم (حم خَ ن عَن أنس) بن مَالك
(أمّا صَلَاة الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان وَلَو أُنْثَى (فِي بَيته) أَي مَحل إِقَامَته (فنور) أَي منورة للقلب بِحَيْثُ تشرق فِيهِ أنوار المعارف (فنوّروا بهَا بُيُوتكُمْ) فَإِنَّهَا تمنع الْمعاصِي وتنهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وتهدي إِلَى الصَّوَاب كَمَا أَن النُّور يستضاء بِهِ (حم هـ عَن عمر) ابْن الْخطاب وَهُوَ حسن
(أمّا فِي ثَلَاث مَوَاطِن) أَي أَمَاكِن فِي الْقِيَامَة (فَلَا يذكر أحد أحد) لعظم هولها وشدّة روعها (عِنْد الْمِيزَان) أَي إِذا نصب لوزن الْأَعْمَال وَهِي وَاحِدَة ذَات لِسَان وكفتين وكفة الْحَسَنَات من نور وكفة السَّيِّئَات من ظلمَة (حَتَّى يعلم) الْإِنْسَان (أيخف) بمثناة تحتية وَكَذَا يثقل (مِيزَانه) فَيكون من الهالكين (أم يثقل) فَيكون من الناجين (وَعند الْكتاب) أَي نشر صحف الْأَعْمَال (حِين يُقَال هاؤم اقرؤا كِتَابيه) أَي خُذُوا كتابي فاقرؤه وَالْهَاء للسكت (حَتَّى يعلم أَيْن يَقع كِتَابه أَفِي يَمِينه أم فِي شِمَاله أم من وَرَاء ظَهره) قَالَ ابْن السَّائِب تلوى يَده خلف ظَهره ثمَّ يعْطى كِتَابه (وَعند الصِّرَاط إِذا وضع بَين ظهراني جَهَنَّم) بِفَتْح الظَّاء أَي على ظهرهَا أَي وَسطهَا كالجسر فزيدت الْألف وَالنُّون للْمُبَالَغَة وَالْيَاء لصِحَّة دُخُول بَين على متعدّد وَقيل لفظ ظهراني مقحم (حافتاه) جانباه (كلاليب كَثِيرَة) أَي هما نفسهما كلاليب وَهُوَ أبلغ من كَونهَا فيهمَا (وحسك) بِالتَّحْرِيكِ شوك يُسمى شوك السعدان
1 / 231