487

تيسیر العزیز الحمید فی شرح کتاب التوحید

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

ایڈیٹر

زهير الشاويش

ناشر

المكتب الاسلامي،بيروت

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

پبلشر کا مقام

دمشق

صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ ١، فهذه أربعة أنواع من الجزاء المرتب على طاعة الرسول ﷺ:
أحدها: حصول الخير المطلق بها.
الثاني: التثبت والقوة المتضمن للنصر والغلبة.
والثالث: حصول الأجر العظيم لهم في الآخرة.
والرابع: هدايتهم الصراط المستقيم. وهذه الهداية هي هداية ثانية أوجبتها طاعة الرسول ﷺ فطاعته ﷺ ثمرة الهداية السابقة عليها فهي محفوفة بهدايتين: هداية قبلها وهي سبب الطاعة، وهداية بعدها هي ثمرة لها، وهذا يدل على انتفاء هذه الأمور الأربعة عند انتفاء طاعة الرسول ﷺ.
ثم قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ ٢.
قال ابن القيم: "فأخبر سبحانه أن طاعته وطاعة رسوله ﷺ توجب مرافقة المنعم عليهم، وهم أهل السعادة الكاملة، وهم أربعة أصناف: النبيون وهم أفضلهم ثم الصديقون وهم بعدهم في الدرجة، ثم الشهداء، ثم الصالحون فهؤلاء المنعم عليهم النعمة التامة وهم السعداء الفائزون، ولا فلاح لأحد إلا بموافقتهم، والكون معهم، ولا سبيل إلى مرافقتهم إلا بطاعة الرسول ﷺ ولا سبيل إليها إلا بمعرفة سنته وما جاء به فدل على أن من عدم العلم بسنته وما جاء به، فليس له إلى مرافقة هؤلاء سبيل، بل هو ممن يعض على يديه يوم القيامة، ويقول: ﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾، [الفرقان، من الآية: ٢٧] ".
قلت: ما لمن لم يحكم الرسول ﷺ في موارد النّزاع إلى مرافقة هؤلاء المنعم عليهم سبيل، وكيف يكون له سبيل إلى ذلك، وعنده أن من حكّم الرسول ﷺ في موارد النّزاع، فهو إما زنديق أو مبتدع، وأنى له بطاعة الله ورسوله، وهذا أصل اعتقاده الذي بنى عليه دينه، ومع ذلك َ ﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ إذا حكّموا غير الرسول ﷺ ونبذوا حكمه ﴿وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ .

١ سورة النساء آية: ٦٧-٦٨.
٢ سورة النساء آية: ٦٩.

1 / 489