تيسیر العزیز الحمید فی شرح کتاب التوحید
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
تحقیق کنندہ
زهير الشاويش
ناشر
المكتب الاسلامي،بيروت
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
پبلشر کا مقام
دمشق
اصناف
عقائد و مذاہب
قوله: "سليني من مالي ما شئت" ١. في رواية مسلم عن عائشة. قالت "لما نزلت: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ ٢. قام رسول الله ﷺ فقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، سلوني من مالي ما شئتم". فبين ﷺ أنه لا ينجيهم من عذاب الله، ولا يدخلهم الجنة، ولا يقربهم إلى الله، وإنما الذي يقرب إلى الله، ويدخل الجنة، وينجي من النار برحمة الله، هو طاعة الله. وأما ما يقدر عليه ﷺ من أمور الدنيا فلا يبخل بها عنهم، كما قال: "سلوني من مالي ما شئتم" ٣ وكما قال: "ألا إن لكم رحمًا سأبلها ببلالها" ٤. رواه أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر، وهو عند مسلم في حديث آخر.
فإذا صرح وهو سيد المرسلين لأقاربه المؤمنين وغيرهم، خصوصا سيدة نساء العالمين وعمه وعمته، وآمن الإنسان أنه لا يقول إلا الحق، ثم نظر إلى ما وقع في قلوب كثير من الناس من الاعتقاد فيه وفي غيره من الأنبياء والصالحين، أنهم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب الله حتى يقول صاحب "البردة [البوصيري] ".
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم.
تبين له التوحيد، وعرف غربة الدين: فأين هذا من قول صاحب "البردة" والبرعي وأضرابهما من المادحين له ﷺ بما هو يتبرأ منه ليلا ونهارًا، ويبين اختصاصه، بالخالق تعالى وتقدس، كما قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ٥. ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ ٦ تالله لقد تاهت عقول تركت كلام ربها، وكلام نبيها لوساوس صدرها، وما
١ البخاري: الوصايا (٢٧٥٣)، ومسلم: الإيمان (٢٠٤،٢٠٦)، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٦،٣٦٤٧)، وأحمد (٢/٣٣٣،٢/٣٥٠،٢/٣٦٠،٢/٣٩٨،٢/٤٤٨،٢/٥١٩)، والدارمي: الرقاق (٢٧٣٢) . ٢ مسلم: الإيمان (٢٠٥)، والترمذي: الزهد (٢٣١٠) وتفسير القرآن (٣١٨٤)، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٨)، وأحمد (٦/١٣٦،٦/١٨٧) . ٣ مسلم: الإيمان (٢٠٥)، والترمذي: الزهد (٢٣١٠) وتفسير القرآن (٣١٨٤)، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٨)، وأحمد (٦/١٣٦،٦/١٨٧) . ٤ مسلم: الإيمان (٢٠٤)، والترمذي: تفسير القرآن (٣١٨٥)، والنسائي: الوصايا (٣٦٤٤)، وأحمد (٢/٣٦٠) . ٥ سورة الأعراف آية: ١٨٨. ٦ سورة آية: ٣٢-٣٣.
1 / 216