235

Tayseer Al-Lateef Al-Mannan in Summary of Quran Interpretation

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن

ناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٢هـ

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

* الثالث: العمل الصالح، وهذا شامل لأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، وأقوال اللسان، والحسنات يذهبن السيئات. * الرابع: الاستمرار على الإيمان والهداية والازدياد منها، فمن كمل هذه الأسباب الأربعة فَلْيُبْشر بمغفرة الله العامة الشاملة؛ ولهذا أتى فيه بوصف المبالغة فقال: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ﴾ [طه: ٨٢] ولنكتف من قصة موسى بهذه الفوائد، مع أن فيها فوائد كثيرة للمتأملين. [قصة يونس] قصة يونس ﷺ وهو من أنبياء بني إسرائيل العظام، بعثه الله إلى أهل نينوى - من أرض الموصل - فدعاهم إلى الله تعالى فأبوا عليه، ثم كرر عليهم الدعوة فأبوا، فوعدهم العذاب وخرج من بين أظهرهم، ولم يصبر الصبر الذي ينبغي، ولكنه أَبَقَ مغاضبا لهم، وهم لما ذهب نبيهم ألقي في قلوبهم التوبة إلى الله والإنابة بعدما شاهدوا مقدمات العذاب، فكشف الله عنهم العذاب. والظاهر أن يونس علم انكشاف العذاب عنهم، واستمر في ذهابه عنهم، ولهذا قال تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا﴾ [الأنبياء: ٨٧] وقال تعالى: ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الصافات: ١٤٠] فركب في سفينة موقرة من الركاب والأحمال، فلما توسطوا البحر شارفت على الغرق، ودار الأمر بين أن يبقوا جميعا فيها فيهلكوا، وبين أن يلقوا بعضهم بمقدار ما تخف السفينة فيسلم الباقون، فاختاروا الأخير لعدلهم وتوفيقهم، فاقترعوا فأصابت القرعة أناسا منهم، ومنهم يونس

1 / 237