توجيه النظر إلى أصول الأثر
توجيه النظر إلى أصول الأثر
تحقیق کنندہ
عبد الفتاح أبو غدة
ناشر
مكتبة المطبوعات الإسلامية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1416 ہجری
پبلشر کا مقام
حلب
اصناف
علوم حدیث
الْمخبر فَكَأَن يكون غير مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَلَا دَاعِي لَهُ فِي ذَلِك الْخَبَر من رَغْبَة اَوْ رهبة تلجئه إِلَى الْكَذِب فِيهِ وَأما الْمخبر بِهِ فَكَأَن يكون أمرا مُمكن الْوُقُوع لَا سِيمَا إِن ظَهرت من قبل مُقَدمَات تقرب أمره وَأما الْخَبَر فَكَأَن يكون مسوقا على هَيْئَة وَاضِحَة لَيْسَ فيهمَا جمجمة وَلَا تلعثم وَلَا اضْطِرَاب
وَالْمرَاد بالقرائن الْمُنْفَصِلَة مَا لَا يتَعَلَّق بِمَا ذكر وَمِثَال ذَلِك مَا إِذا أخبر جمَاعَة بِمَوْت ابتن لأحد الرؤساء كَانَ مَرِيضا ثمَّ تَلا ذَلِك أَن خرج الرئيس من الدَّار حاسر الرَّأْس حافي الْقدَم ممزق الثِّيَاب مُضْطَرب الْحَال وَهُوَ رجل ذُو منصب كَبِير ومروءة تَامَّة لَا يُخَالف عَادَته إِلَّا لمثل هَذِه النائبة فَإِن هَذِه الْقَرِينَة مُنْفَصِلَة عَن الْخَبَر وَلها أعظم مدْخل فِي الْعلم بِصِحَّتِهِ
وَاعْترض بَعضهم بِأَن الْعلم إِنَّمَا حصل بِالْقَرِينَةِ فَكيف نسبتموه إِلَى الْخَبَر وَأجِيب بِأَن الْعلم حصل بالْخبر بمعونة الْقَرِينَة وَلَوْلَا الْخَبَر لجوزنا شخص آخر أَو وُقُوع كارثة تقوم مقَام موت الابْن
وَقد أسقط بَعضهم من تَعْرِيف الْمُتَوَاتر قَوْله بِنَفسِهِ فَقَالَ فِي تَعْرِيفه هُوَ الْخَبَر الَّذِي يُوجب الْعلم وَفِيه أَيْضا إِشْكَال لِأَنَّهُ يدْخل فِيهِ خبر الْآحَاد إِذا احتفت بِهِ قَرَائِن توجب الْعلم وَكَأن بَعضهم شعر بذلك فَقَالَ فِي تَعْرِيفه هُوَ الْخَبِير الْمُفِيد للْعلم اليقيني
وَاعْلَم أَن سَبَب اخْتِلَاف الْعبارَات واضطرابها إِنَّمَا هُوَ غموض هَذَا المبحث ودقته بِحَيْثُ صَارَت الْعبارَات فِيهِ قَاصِرَة عَن أَدَاء جَمِيع مَا يجول فِي النَّفس مِنْهُ فَكُن منتبها لذَلِك وَقس عَلَيْهِ مَا أشبهه من المباحث واحرص على أَخذ زبدة مَا يَقُولُونَ وَلَا يصدنك عَن ذَلِك اخْتِلَاف الْعبارَات اَوْ الاعتبارات
1 / 123