تاویلات
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
اصناف
[ق: 22].
فأما ما يتعلق بذات الله تعالى وصفاته ولا يمكن لأحد أن يشاهده بالكلية؛ لأنه منزه عن الكل والجزء فأرباب المشاهدات، وإن فازوا بشهادة شهود صفات جماله وجلاله عين اليقين؛ بل حق اليقين ولكن لم يتخلصوا عن مرتبة الإيمان بما شاهدوا بعد،
ولا يحيطون به علما
[طه: 110] إلى الآباء،
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شآء
[البقرة: 255].
{ أولئك على هدى من ربهم } [البقرة: 5]، ذكر هدى بالنكرة أي: على كشف من كشوف ربهم ونور من أنواره، وسر من أسراره، ولطف من ألطافه، وحقيقة من حقائقه؛ فإن جميع ما أنعم الله به على أنبيائه وأوليائه بالنسبة إلى ما عنده من كمال ذاته وصفاته وإنعامه وإحسانه؛ فقطرة من بحر محيط لا يعتريه القصور من الانفاق أبدا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يمين الله ملأى لا تغيظها نفقة، سحاء الليل والنهار "
وفيه إشارة لطيفة وهي: بذلك الهدى آمنوا { بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون } [البقرة: 4]، { وأولئك هم المفلحون } [البقرة: 5]، يعني الذين يخلصون عن حجب الوجود بنور نار الصلاة، وشاهدوا بالآخرة وجذبتهم العناية بالهداية إلى مقامات القربة، وسرادقات العزة فما نزلوا بمنزل دون لقائه، وما حطوا رحالهم إلا بعنايته، فازوا بالسعادة العظمى والمملكة الكبرى، ونالوا الدرجة العليا وحققوا قول الحق
إن إلى ربك الرجعى
نامعلوم صفحہ