تاویلات
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
اصناف
الذين هم على صلاتهم دآئمون
[المعارج: 23]، فقوم يقيمون الصلاة، ويحافظون عليها، وقوم يديمون الصلاة والصلاة تحفظهم؛ كما قال تعالى:
إن الصلاة تنهى عن الفحشآء والمنكر
[العنكبوت: 45]، فهم { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون } [البقرة: 3]، يؤمنون بما لهم في الغيب معد لقوله تعالى:
" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
فعلموا إنما هو المعد لهم لا تدركه الأبصار ولا الآذان ولا القلوب التي رزقهم الله تعالى، وليس بينهم وبين ما هو المعد لهم حجاب إلا وجودهم وأوصاف وجودهم، فاشتاقوا إلى نار تحرق عليهم حجاب وجودهم، فأنسوا من جانب طور صلواتهم نارا؛ لأن صلواتهم بمثابة الطور للمناجاة والصلاة؛ قيل: اشتقاقها من الصلاة، وهي النار قاله الخراز، وفي قوله تعالى:
فلما جآءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين
[النمل: 8]، فجعلوا ما رزقهم الله تعالى من أوقاف الوجود حطب نار الصلاة ينفقون عليها، ويقيمون الصلاة حتى تؤدوا حق أنتم، وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردا، ومن لم يكن نارا أتحرق على نار جهنم الصلاة حطب وجوده، ووجود كل من يعبد من دون الله؛ فلا بد له من الحرقة بنار جهنم الآخرة، والفرق بين النارين: أن نار الصلاة: تحرق لب وجودهم الذي به محجوبون عن الله تعالى، وتبقي وجوههم وهو الصلاة، والحجاب من لب الوجود لا من جلده، وهذا شر عظيم لا يطلع عليه إلا أولو الألباب المحرقة، ونار جهنم: تحرق جلود وجود وجوههم، وتبقي لب وجودهم لا جرم ولا رفع الحجب عنهم
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
[المطففين: 15]؛ لأن اللب باق والجلد وإن احترق بنية اللب كما قاله تعالى:
نامعلوم صفحہ