451

تاویلات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

اصناف

وعليها ما اكتسبت

[البقرة: 286].

ثم اعلم أن الأعمال أربع مراتب: منها: مرتبتان لله تعالى وليس للعبد فيها مدخل التقدير والخلق، وإن الله تعالى قدر الأشياء قبل خلقها، كما قال صلى الله عليه وسلم:

" إن الله تعالى فرغ من الخلق والخلق والرزق والأجل "

؛ يعني: قدر هذه الأشياء وفرغ من تقديرها؛ لأنه يخلق كل يوم وساعة ولحظة

خلقا آخر

[المؤمنون: 14]، كيف فرغ من الخلق؟ فافهم جيدا.

ومنها: مرتبتان للعبد وليس لله فيها مدخل وهما: الكسب والفعل، فإن الله تعالى منزه عن الكسب والفعل بالسببية، وإنهما يتعلقان بالعبد؛ ولكن العبد وفعله وكسبه مخلوقة خلقها الله تعالى، كما قال عز وجل:

والله خلقكم وما تعملون

[الصافات: 96]، فهذا لتحقيق قوله تعالى: { قل كل من عند الله } خلقا وتقديرا، لا كسبا وفعلا، فافهم واعتقد، فإنه مذهب أهل الحق وأرباب الحقيقة، ويشير بقوله تعالى: { وأرسلناك للناس رسولا } [النساء: 79]؛ أي: للناس الذين نسوا الله ونسوا ما شاهدوا منه وعاهدوا عليه الله، { وأرسلناك } [النساء: 79] رسولا إليهم؛ لتبلغهم كلامنا، وتذكرهم أيامنا، وتجددهم عهودنا ترغبهم شهودنا، وتدعوهم إلينا وتهديهم إلى صراطنا، وتكون لهم

نامعلوم صفحہ