تاویلات
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
اصناف
والحرص درك من دركات النيران، ولهذا قال تعالى: { واتقوا النار التي أعدت للكافرين } [آل عمران: 131]، قدم عليها { واتقوا الله لعلكم تفلحون } [آل عمران: 130]، وهذا خطاب للخواص؛ أي: اتقوا بالله عن غير الله في طلب الله، { لعلكم تفلحون } [آل عمران: 130] عن حجب ما سواه، وتفوزوا بالوصول إلى الله تعالى.
ثم خاطب العموم الذي هم أرباب الوسائط بقوله تعالى: { واتقوا النار } [آل عمران: 131]؛ أي: نار الحرص التي يورث منها نار القطيعة وهي النار { التي أعدت للكافرين } [آل عمران: 131]، دون المؤمنين؛ لأن المؤمن إن يرد نار الحرص المركوز في جبلة بداية أمره كما قال:
وإن منكم إلا واردها
[مريم: 71]، ولكن ينجيه الله تعالى منه بالقناعة والتقوى لقوله تعالى:
ثم ننجي الذين اتقوا
[مريم: 72]، ولقوله تعالى: { وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون } [آل عمران: 132] من عذاب نار الحرص، ولا تعذبون بنار القطيعة، كما أن الكافر مخصوص بهذا العذاب المعد له، وحاصل معناها أن الحرص على الدنيا والسعي في جمعها مذموم منهي عنه، والبذل والإيثار وترك الدنيا والقناعة فيها محمود مأمور به، يدل عليه قوله تعالى:
يمحق الله الربوا ويربي الصدقت
[البقرة: 276].
[3.133-136]
ثم أخبر عن المسارعة إلى الجنان بقوله تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } [آل عمران: 133]، إشارة أن الله تعالى خلق الإنسان لدخول الجنة ودرجاتها، والنار ودركاتها، والوصول على حظائر القدس والقربة ومقاماتها، ثم أرسل المرسلين مبشرين بالجنة ومنذرين عن النار، وخص من بينهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة إليه فقال تعالى:
نامعلوم صفحہ