355

تاویلات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

اصناف

خلق من مآء دافق * يخرج من بين الصلب والترآئب

[الطارق: 6-7]، كما جرت سنة الله تعالى وخلقه الإنسان، وإنما كونه بتكوين أمر كن فكان، وهذه سنة جرت في تكوين الأرواح والملكوت لا في الأجساد والملك، فالله تعالى أجرى هذه السنة في آدم وحواء وعيسى؛ إظهارا لقدرته، وكذلك في ثعبان موسى، وناقة صالح، وكونهما بأمر كن خرقا للعادة؛ ليكون آية نبوتهما، ودلالة من ربك يا محمد { فلا تكن من الممترين } [آل عمران: 60]، في أمر عيسى أنه عبد الله، وشأن الحق أنه فاعل مختار فعال لما يريد، ليس هذا نهيا عن شك كان في النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه نهي الكينونة، قال: { فلا تكن من الممترين } [آل عمران: 60]، قاله في الأزل: أنه أزلي فما كان من الممترين، ولا يكون إلى الأبد.

{ فمن حآجك فيه } [آل عمران: 61]، جاد لك في أم عيسى أنه ليس بعبد مخلوق، { من بعد ما جآءك من العلم } [آل عمران: 61]، بحقيقة حاله { فقل تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } [آل عمران: 61]، وحيا وكشفا فادعهم إلى المباهلة، فإنها حجة قاضية بالحق مميزة بين الصادقين والكاذبين، فكانت دعواه إياهم إلى المباهلة، وامتناعهم عنها مظهر حقيقة دعواه وبطلان دعواهم.

[3.62-64]

{ إن هذا لهو القصص الحق } [آل عمران: 62]، وما دونه الباطل { وما من إله } [آل عمران: 62]، خالق { إلا الله } [آل عمران: 62]، يخلق ما يشاء كما يشاء أجزاء على السنة، أو على إظهار القدرة، { إلا الله } [آل عمران: 62]، الذي

هو خلق كل شيء

[الأنعام: 102]، ولا خالق له { وإن الله لهو العزيز } [آل عمران: 62]، ليس له ضد ولا ند { الحكيم } [آل عمران: 62]، فيما يخلق ويحكم، ولا عبث في خلقه وحكمه { فإن تولوا } [آل عمران: 63]، عن حكم من أحكامه واعرضوا عنه { فإن الله عليم بالمفسدين } [آل عمران: 63] الذين شهد عليهم الملائكة بالفساد في قوله:

أتجعل فيها من يفسد فيها

[البقرة: 30]، فأجابهم بقوله تعالى: إني أعلم المصلح منهم والمفسد، ولا تعلمون منهم إلا المفسد، كقوله تعالى:

والله يعلم المفسد من المصلح

نامعلوم صفحہ