(الموضوع): وهو الكلام (المختلق المصنوع) المعروف راويه بالكذب في الحديث النبوي، مما ليس بمفرده دليلُ الوضع ولكن مع القرائن١، (وقد يلقب) مما زدته، (بالمدرود، والمتروك) ٢ تساهلًا، وإلا فهما فيما يكون راويهما متهمًا بالكذب دون تحققه، وكذا يلقب (بالباطل) ٣ وهو كثير، وعن بعضهم، الباطل لغة: الشيطان٤، (وبالمفسد) بتح السين وقلّوقوعه٥.
_________
١ نعم، فـ "الحكم عليه بالوضع إنما هو بطريق الظن الغالب لا بالقطع؛ ذ قد يصدق الكذوب، لكن لأهل العلم بالحديث ملكة قوية يميزون بها ذلك، وإنما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تامًّاهنه ثاقبًا، وفهمه قويًّا معرفته بالقرائن الدالة على ذلك متمكنة" قاله الحافظ ابن حجر ﵀. نزهة النظر "ص ١١٨- مع النكت".
٢ انظر: نزهة النظر ص "١١٧، ١٢٢- مع النكت"، وفتح المغيث "١/ ٣١٨".
٣ فرق بعض أهل العلم بين تعمد الكذب في الحديث عن النبي ﷺ وبين الخطأ في نسبته إليه ﷺ، فما نسب إلى النبي ﷺ كذبًا تعمدًا سمي بالموضوع.
وما أضيف إليه ﷺ خطأ سمي بالباطل.
انظر الفوائد المجموعة -المقدمة للعلامة المعلمى اليماني ﵀ "ص١١".
٤ قال ابن فارس: "وسُمِّيَ الشيطان الباطل لأنه لا حقيقة لأفعاله، وكل شيء منه فلا مرجوح له ولا معول عليه" معجم مقاييس اللغة "١/ ٢٥٨" وانظر ترتيب القاموس المحيط "١/ ٢٨٤".
٥ أي وقوعه في كلام الأئمة واستعمالاتهم.
ومن تتمة القول في هذا الباب أن هناك قرائن يعرف بها أن الحديث موضوع ومن ذلك:
١- أن يكون الواضع أقر على وضعه للحديث.
٢- أو ما ينزل منزلة إقراره.
٣- أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء.
٤- مخالفته لصريح القرآن.
1 / 57