فقط١، وحينئذ فيقال قد يجيء عن صاحبي مرسَل حكمه ما يجيء عن
_________
"ص٥٩" والنووي حيث قال في التقريب: "أما مرسله -أي الصحابي- فمحكوم بصحته على المذهب الصحيح "١/ ٢٠٧- مع التدريب".
والسيوطي في التدريب "١/ ٢٠٧"، وابن كثير في اختصار علوم الحديث "١/ ١٥٨- ١٥٩" و"٢/ ٤٩٨" وقال العلائي في جامع التحصيل "ص ٦٨- ٦٩" رادًّا على القائلين برد المراسيل مطلقًا حتى مراسيل الصحابة: ".... وكذلك إرسال صغار الصحابة، لما تقدم أن مثل هذا مقبول على الراجح المشهور الذي عليه جمهور العلماء، وإنه لم يخالف فيه إلا الأستاذ أبو إسحاق وطائفة يسيرة، وقولهم مردود بأن الصحابة كلهم عدول، ومن كان منهم يرسل الحديث، فإنما هو عن مثله، ولا يضر الجهالة بعينه بعد تقرر عدالة الجميع..... وهذاهو الأمر المستقر الذي أطبق عليه أهل السنة، أعني القول بعدالة جميع الصحابة ﵃ ولا اعتبار بقول أهل البدع والأهواء ولا تعويل عليه ... "
وابن ناصر الدين في عقود الدرر "ل٩/ أ" والقاسمي في قواعد التحديث "ص ١٩٩" وغيرهم كثير، أما الرادين لمطلق المراسيل حتى مراسيل الصحابة فهم أبو إسحاق الأسفرايني وأبو بكر الباقلاني وغيرهم، وتقدم رد العلائي عليهما وعلى طائفتهما، وانظر مزيدًا في الرد عليهم المصادر السابقة والنكت "٢/ ٥٤٧"، والتبصرة "١/ ١٥٧"، والتدريب "١/ ٢٠٧" وفتح المغيث "١/ ١٧٩".
١ كمحمد بن أبي بكر الصديق، ولد قبل حجة الوداع ولم يدرك من حياة النبي ﷺ إلا ثلاثة أشهر، فحديثه يسمى مرسلًا وهو غير مقبول، كقبول مراسيل الصحابة ﵃.
قال السيوطي في ألفيته "ص ٢٦":
إسلامه بعد وفاة والذي ... رآه لا مميزًا لا تحت ذي
أي لا يدخل تحت مراسيل الصحابة المحكوم عليها بالموصل والقبول؛ إذ إنهم لم يتحملوا الأحاديث وهم مميزون، نعم قد يقال: هم صحابة من حيث الرؤيا، أما من حيث الرواية فلا.
وانظر فتح الباري "٧/ ٤" والنكت "٢/ ٥٤١"، وفتح المغيث "١/ ١٨٠"، وإسعاف ذوي الوطر "١/ ١٣٠".
1 / 41