توبہ
التوبة وظيفة العمر
اصناف
وإن كان مبتلى بأن تفعل به الفاحشة وخشي إن تاب أن يفضحه رفقة السوء بنشر صوره أو نحو ذلك_فعليه أن يتوكل على ربه، وأن يستعين بمن يهمه أمره من قريب أو داعية أو غيرهما، وليعلم أن هؤلاء السفلة جبناء رعاديد؛ فإذا رأوا منه حزما وعزما نفروا منه، وابتعدوا عنه ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
هذا وسيأتي في الباب الثاني_إن شاء الله_بيان مفصل للأمور المعينة على التوبة(237).
...
خامسا: التوبة من العشق(238)
فالعشق مسلك خطر، وموطىء زلق، غوائله لا تؤمن، وضحاياه لا تحصى، وأضراره لا يحاط بها.
وأهل العشق من أشقى الناس، وأذلهم، وأشغلهم، وأبعدهم عن ربهم.
قال ابن تيمية×: =فإن الذي يورثه العشق من نقص العقل والعلم، وفساد الدين والخلق، والاشتغال عن مصالح الدين والدنيا أضعاف ما يتضمنه من جنس المحمود.
وأصدق شاهد على ذلك ما يعرف من أحوال الأمم، وسماع أخبار الناس في ذلك؛ فهو يغني عن معاينة ذلك وتجربته، ومن جرب ذلك أو عاينه اعتبر بما فيه كفاية؛ فلم يوجد قط عشق إلا وضرره أعظم من منفعته+(239).
وقال×: =وهؤلاء عشاق الصور من أعظم الناس عذابا، وأقلهم ثوابا؛ فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى؛ فدوام تعلق القلب بها أشد ضررا عليه ممن يفعل ذنبا ثم يتوب، ويزول أثره من قلبه.
وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين كما قيل:
سكران: سكر هوى وسكر مدامة
ومتى إفاقة من به سكران
وقيل:
قالو: جننت بمن تهوى فقلت لهم:
العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه
وإنما يصرع المجنون في حين(240)
وقال×متحدثا عن حقيقة العشق: =قيل: العشق هو فساد الإدراك، والتخيل والمعرفة؛ فإن العاشق يخيل له المعشوق على خلاف ما هو به، حتى يصيبه ما يصيبه من داء العشق.
صفحہ 90