توبہ
التوبة وظيفة العمر
اصناف
لما رفضت أبهة الملك، وآثرت الإيمان بالله_عز وجل_على ما يدعو إليه فرعون_بنى لها الله بيتا في الجنة، ونجاها من فرعون وعمله، ونجاها من القوم الظالمين.
المثال الثالث: مؤمن آل ياسين:
لما ترك ما عليه قومه من الضلال المبين، وقال لهم: [إني آمنت بربكم فاسمعون (25) قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين] يس: 25_27.
الفصل الثالث
نماذج من أحوال العصاة، ونماذج من أحوال التائبين
المبحث الأول
أولا: صورة عامة لأحوال العصاة:
النظر في حال العصاة يقصر عن التمادي في الذنوب، ويقود العاقل إلى المبادرة إلى التوبة النصوح؛ فللعصاة نصيب غير منقوص من الذلة، والهوان، والصغار، والضنك، والشدة، والشقاء، والعذاب؛ فالمعصية تورث ذلك ولا بد؛ فإن العز كل العز، والسعادة كل السعادة إنما تكون بطاعة الله_عز وجل_.
قال_تعالى_: [من كان يريد العزة فلله العزة جميعا] فاطر: 10.
أي فليطلبها من الله؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته(459).
قال ابن الجوزي ×في حال من يتطلع، ويمد طرفه إلى أرباب الدنيا: =فإياك أن تنظر إلى صورة نعيمهم؛ فإنك تستطيبه؛ لبعده عنك، ولو قد بلغته كرهته، ثم في ضمنه من محن الدنيا والآخرة ما لا يوصف؛ فعليك بالقناعة مهما أمكن ففيها سلامة الدنيا والدين.
وقد قيل لبعض الزهاد_وعنده خبز يابس_: كيف تشتهي هذا؟ فقال: =أتركه حتى أشتهيه+(460).
قال الحسن×في العصاة: =إنهم_وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين_إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم؛ أبى الله إلا أن يذل من عصاه+(461).
صفحہ 169