الجنة رمت الأشجار إليهم من ثمارها فصارت الثمار، وهم يسيرون، في أيديهم، فيا حسن تلك الثمار في أكفهم، وتزحزحت وتنحت الأشجار عن طريقهم لما ألهمها مولاها أن لا يتثلم صفهم فيتعرج بعد استوائه، ويختلف بعد اعتداله، ويفرق بين ولي الله ورفيقه، لأنهم رفقاء في الجنان لتحابهم في الدنيا في ربهم، فالرفقاء مشهورون، كل رفيقين قد شهرا بالمرافقة، وجعل زيهما ولباسهما لونًا واحدًا، ولون رواحلهما (١) لونًا واحدًا.
فتوهم نفسك إذ منَّ عليك ربك، وأنت لاصق برفيقك، منكبك بمنكبه، وقد دنوتما من أشجار الجنة فنفضت ثمرها فوقعت الثمار في أيديكما (٢) وأيدي أولياء الرحمن، ثم تنحت بأصولها عن طريقهم، فهم يسيرون فرحين، وقد شخصت قلوبهم بالتعلق إلى نظر حبيبهم، فهم يسيرون بالسرور ويلتفت بعضهم إلى بعض يتحادثون، ويضحك بعضهم إلى بعض، يتداعبون في سيرهم، يحمدون ربهم على ما صدقهم، وعلى ما أباح لهم من جواره. فبينا هم في سيرهم إذ دنوا من عرش ربهم، وعاينوا أحسن حجبه
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [رواحلهم] .
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [أيديكم] .
1 / 71