توادوسیوس قیصر
توادوسيوس قيصر: مأساة تاريخية تمثيلية ذات ثلاثة فصول
اصناف
هذا كتاب يا مولاي دفعه إلي رسول يقول إنه قادم من عند الأسقف إمبروسيوس.
توا (يفض الكتاب، ثم يلتفت إلى الوزراء قائلا) :
أسألكم الخلوة أيها الوزراء. (الجميع يخرجون بعد التحية.) (توا يلتفت بالحاجب، فيخرج.)
المشهد الثالث
توادوسيوس وحده
توا :
هذا كتاب من الأسقف إمبروسيوس، فلنقرأه:
أيها الإمبراطور!
إن ضميري يبكتني متذكرا قول النبي داود: إذا لم ينصح الكاهن الأثيم، فيموت بإثمه ويأثم الكاهن لتقاعده عن النصح، فلا أنكر أيها الملك ما لك من الغيرة على الإيمان، وما بقلبك من خوف الله، على أنك ذو طبع متحفز للغضب، إذا حلمك أحد عدت إلى الحلم سريعا، فأسأل الله ألا يكون لك من يهيجك، إذا لم يكن من يحملك على الحلم.
إنك لم تر بأم العين فظائع مقتلة سلانيك، فكم من شيخ أثقلت ظهره السنون، قطعوه شطرين بسيوفهم، ولم يحترموا شعره الأبيض، وشيخوخته التي احترمها الموت، فلم يدن منها! وكم من خدر دخلوه، فاستباحوا به الأعراض، وهتكوا حرمة الشرف! وكم من أم قتلوها، ولم يبقوا على رضيعها! وكم من شاب أذاقوه الردى، ولم يأسفوا على شباب علقت عليه آمال الوطن! وقد ساءني بل أحزنني جدا مقتل الولدين، وأبيهما، فقد استنجد الوالد بالأرض والسماء، ووعد الظالمين القساة، بل البرابرة، بكل ما يملكه ليصفحوا عن ولديه، فلم يسمع له دعاء؛ بل قتلوا ولديه، وألحقوه بهما ...
نامعلوم صفحہ