قال: هذا رجل من أهل المغرب من عند إدريس، قال لي: جاء رجل من عندكم يقال له سليمان بن جرير فكان مع إدريس فخالفه في شيء ودخل إدريس إلى الحمام فلما خرج أرسل إليه سليمان بسمكة فحين أكل منها أنكر نفسه.
وقال: بطني أدركوا سليمان في منزله، فطلب سليمان في منزله فلم يوجد فسألنا عنه، قالوا: قد خرج، فأعلمناه.
فقال: أدركوه ردوه.
قال: فأدركناه فامتنع علينا فقاتلنا وقاتلناه فضربناه على وجهه ضربة بالسيف وضربناه على يده فقطعنا إصبعه وفاتنا هربا، ثم قال لنا الحسين بن زيد: رأيتم هذا الأثر.
قال أحمد بن عيسى: رأيته مضروبا على وجهه شبيها بما وصف البربري، وأومأ أحمد بن عيسى من حد موضع السجود إلى الحاجب، ورأيناه وفي يده ضربة قد قطعت إصبعه الإبهام.
قال أحمد بن عيسى: وهو [من] قتل إدريس لاشك فيه، وسليمان هذا كان من رؤساء الشيعة ومتكليمهم فبمن يوثق بعده من الناس.
وروي عن بعض الناس أن إدريس أقام ببعض بلاد المغرب عشر سنين يقيم الأحكام، ثم دس إليه هارون بشربة سم في سويق على يدي رجل من أهل العراق، فأقام عنده واستأنس به إدريس واطمأن إليه، وكان قد ضمن هارون خمسمائة ألف درهم لهذا الرجل فسقاه فمات إدريس من ذلك بعد ثلاثة أيام.
صفحہ 457